الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ببساطة

لاحظ الطبيب النفسي أن هذه السيدة الخمسينية تنظر إلى الخارج عبر النافذة، هناك أناسٌ يلعبون مع أحد الحيوانات التي تقطن الطريق، سألها «هل تحبين الحيوانات»؟ قالت «بل أعشقها». اقترح عليها أن تضع إعلاناً صغيراً بتكلفة عدة دولارات فقط في كل جرائد البلاد «من لديه حيوان يريد التخلص منه ليتصل على هذا الرقم»، ومن ثم تنشر إعلاناً آخر «من يرغب في شراء حيوان فليتصل على هذا الرقم». ثم تأخذ الحيوان ممن لا يريده، وتعطيه لمن يريده، مقابل رسومٍ زهيدة لا تتعدى العشرين دولاراً من كلا الطرفين. طبقت السيدة الاقتراح، بدأت تربح مادياً دون أن تكون قد خسرت رأس مال، ليس ذلك فقط، إنها تربح وفي الوقت ذاته تساعد الحيوانات على الحياة وتنقذ أرواحاً، هنا فكرت قليلاً، وقررت الذهاب إلى إحدى ملاجئ الحيوانات التي تعدمها في حال عدم توفر من يرعاها، وبدأت تلقي محاضراتٍ توعوية لتشجيع اقتناء الحيوانات واستمرت في أخذ الرسوم. وتربح هذه السيدة ما يزيد على المئتين ألف دولار سنوياً من عملٍ يجعلها تشعر بقيمةٍ حقيقية ويملأ قلبها بالامتنان، تمنت لو أن زيارتها للطبيب كانت قبل أربعين عاماً قضتها في وظيفةٍ تكرهها. سيدةٌ أخرى ذهبت لجلسة علاجٍ نفسية جماعية بحثاً عن الهدف ذاته، فسألها «ماذا تحبين، هل تجيدين الطبخ مثلاً»، لم تستطع أن تفكر بشيء تحبه بتاتاً، قالت إحداهن «سأعلمها الطبخ، أنا أجيد إعداد فطيرة تفاح مميزةٍ جداً». طلب منها الطبيب أن تنشر إعلاناً باسمها «أسرار فطيرة تفاح لمدام ساندرا». بدأ الناس يتصلون بها لمعرفة السر، وكانت تبيع السر بخمسة دولارات! ثم أصبحت تقدم البرامج في ذلك! لم تكن تعرف الطبخ لكنها اكتشفت عملاً يجعلها تشعر بالإنجاز والشغف والحب. نترك خلفنا طفولةً ومراهقة، لنبدأ رحلة عملٍ طويلة، أربعون أو خمسون عاماً. إن لم يكن هناك «ملحٌ» في «وجبةِ العمل» هذه، لا بد أن نعيد تذوقها، وننظر إلى ما ينقصها. [email protected]