الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الطيب والتطيب

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست شيئاً قط ديباجاً ولا حريراً ألين مساً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان نبينا عليه الصلاة السلام يحب الطيب، ويحض عليه، بل ثبت عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه إذا استجمر استجمر بالألوة، غير مطراة وبكافور، يطرحه مع الألوة ثم قال: هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا الخبر يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتطيب بعود الخشب المعروف، وقال أيضاً نبينا الكريم: لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى. وثبت عن عروة بن الزبير أنه قال: سألت عائشة رضي الله عنها: بأي شيء طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حرمه؟ قالت: بأطيب الطيب. فأم المؤمنين رضي الله عنها طيبت نبينا عند إحرامه بأطيب الطيب وهو المسك. ومن الحث على الطيب والتطيب ترغيبه عليه الصلاة والسلام في استخدام السواك عند الوضوء والصلاة والانتباه من النوم بل قال لنا: السواك مطهرة للفم مرضاة للرب. فينبغي علينا أن نحرص على الهدي النبوي في هذه المسألة وغيرها، فالله تعالى يحب المتطهرين وأمرنا بأخذ الزينة خاصة إذا قدمنا إلى بيوت الله لأداء الصلاة، فلا ينبغي أبداً أن يأتي الرجل للمسجد من دون تجمل وتطيب، وبعضهم غفر الله لهم يأتون الصلاة في حال غير طيبة، ولا أتكلم عن طبقة العمال وغيرهم من أصحاب الأعمال الصعبة، فمن الناس من يظهر عليهم الخير ولكنهم لا يبالون أبداً بتطييب أبدانهم وثيابهم، والمرأة تحرص أيضاً على التطيب في بيتها ولزوجها وعند النساء وعليها الالتزام بأمر النبي عليه الصلاة والسلام للنساء بعدم التطيب إذا مررن على الرجال من غير محارمهن. باحث شرعي [email protected]