الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أنانية الذكور

البعض يعتقد أن إكرام المرأة، يكمن في تقديم الحياة الكريمة لها طوال بقاءه معها، وأنه طالما يبذخ عليها في حياته وهي قابعة في المنزل فهو «رجل» يُقدّر حقها الإنساني والرباني. كما يعتقد البعض الآخر أن بقاءها في المنزل بلا عمل أو مخالطة لمعترك الحياة والكد والكدح فيها، هو حفظ لأنوثتها وكرامتها، وخوفاً عليها من الذئاب البشرية «كما يعتقد ويزعم ويظن»، متعللاً بنصوص دينية في غير محلها، بل يتشدق لأجل مصالح ذكوريته الواهية لا أكثر. الأنانية تكمن في حرص المُعيل على أسرته في فترة حياته، لكنه يتجاهل ويتناسى فترة مابعد «رحيله» عن حياتهم، فهل فكر عن مصادر الدخل التي ستعيلهم؟ وماهي الظروف التي ستطرأ عليهم؟ رجولة الشخص تكمن في إدراكه وإلمامه بمستقبل أسرته في حياته وأيضاً بعد مماته، فعمل المرأة سواء زوجة أو ابنة أو شقيقة، ليس رادف لدخل الفرد أو الأسرة مجتمعة فحسب، بل هو تعزيز لمسألة الاعتماد على النفس، ومُكمّل لقوة الشخصية، كون الثقة عامل أساسي لنجاح أي مشروع شخصي. قد يقول البعض ولَّى زمن الرافضين، وبدوري أقول، هناك بين الرجال «ذكر» رافض لتخصص المرأة ولعملها سواء كان بعيداً أو قريباً، بحجة المسافة أو الاختلاط، أو بسبب التشدد الديني أو العقلية التقليدية. ما دعاني إلى طرح القضية، أنه وفي أحد الأيام طرحت هذا الأمر عبر «سناب شات»، ووصلتني عدة رسائل من فتيات وسيدات يشتكين من أولياء أمورهن أو أشقائهن، وذكرن مواقف وقصص يشيب لها الرأس، وغير منطقية، كون المعيل متسلط، أو لأن الأسرة تقطن في قرى ومدن نائية، والمزعج أن بعض الفئات وفي القرن الـ 21، يرون أن حدّ المرأة في الدراسة «المرحلة الثانوية»، ويتعللون لبُعد الجامعات والكليات عن مقر إقامتهم، أو أن الفتاة مردها إلى بيت زوجها.