الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

طلاقٌ وانطلاق!

شَهِد العالم هذا العام زواجاً ملكياً أسطورياً ليس له مثيل، لم يكن مجرد زواج عادي، إنه «نهاية سعيدة» لقصةٍ أقرب إلى الخيال، لم نسمع ونشاهد مثلها يوماً إلا في أفلام هوليوود الأمريكية، وبوليوود الهندية وبرامج الرسوم المتحركة في عالم ديزني. لكن، ماذا لو لم يحدث أن تطلقت «ميغان ماركل» بطلة القصة تلك من زوجها الأول؟ ماذا لو بقيت تقاوم وتصارع نفسها في علاقةٍ غير مناسبة كما وصفها البعض حتى لا تكون «مطلقة»! يقال في اللغة «طلَق المسجون» أي «تحرر من قيده»، و «طلقَ» بمعنى «انشرح»، و «طلَق يده بالخير» أي «بسطها للعطاء والبذل»، وأخيراً «طلَقت المرأة من زوجها» بمعنى «تحللت من قيد زواجها»، و»طلق الرجل زوجته» أي تحلل من قيد زواجه». إذاً، فالطلاق قد لا يكون حقاً سوى مجرد «انطلاق» من علاقة غير مجدية! «ميغان» تحمل جميع الصفات التي لا تؤهلها أن تكون زوجةً للأمير بالمقاييس الملكية البريطانية، لكنها أثبتت أن إيمان المرء بذاته وبإنسانيته وبالحياة الطبيعية السليمة السوية طريقُ حقيقي نحو الوصول للسعادة، وللمرة الأولى في تاريخ بريطانيا برمتها يحدث أن يتزوج أحد أفراد الأسرة المالكة من ذوات البشرة السمراء. أثبت هذا الزواج أننا في عام 2018! نعم حقا! لقد شارفت أغلب المفاهيم العنصرية والمجتمعية السلبية البائسة على الانقراض، لقد أصبح العالم أكثر عملية، إننا نبحث عن حياةٍ جديدةٍ في المريخ والكواكب الأخرى ولم يعد هناك وقتٌ للوقوف على «خزعبلات» غير منصفة للإنسانية. ويبقى الشرقي والشرقية في أغلبهم «صامدين» أمام «الانطلاق»، ويبقيان يعانيان في صمتٍ مؤلمٍ علاقةً متعبة، بائسة، ضارة، خوفاً من كلمة «طلاق»! حين نحترم إنسانيتنا، سنكسر القوانين، ونُحَلِق. [email protected]