2018-07-01
قد نغفل عن التوقف والتفكير في هموم وتطلعات وآمال الشباب، ونحسب أنهم يحملون أفكاراً مشرقة وبرّاقة غير واقعية عن المستقبل ولما يريدون تحقيقه، ولكن الحقيقة تتجاوز كونها أفكاراً عابرة لتصبح ذات قيمة، ولتكون جزءاً من واقع يسعون لفهمه والتعايش معه بتفوق وتميز، أعتقد بأن هناك سوء فهم كبير لطبيعة الشباب وما يدور في خلدهم، وما ينظرون له من أولويات، البعض يعتقد أنهم مجرد عابثين، همهم اللعب واللهو، وأنهم غير مستعدين للحياة الحقيقية، يعيشون في كنف الأب والأم بعيدين عن التحديات والضغوط الحياتية، وقد يكون لهذه الكلمات بعض الصحة أو في محلها لدرجة محددة، لكن الشباب يقلقون ويخافون وأيضاً لهم رغبات وتطلعات. الهوة التي تحدث بينهم وبين مجتمعاتهم تسبب لهم نفوراً وابتعاداً عن التوجيهات أو النصائح، لأن من طبيعتهم الاندفاع والحماس والسرعة، وهذه الجوانب إذا لم تحكمها المعرفة والخبرة، فإنها قد تكون ممارسات خاطئة تماماً، وهذا الذي يقع في كثير من الأحيان، وهو الخطأ الذي لا يتقبله الكبار ويدخلون في مشاحنات وخصام وتصادم مع الشباب.
أعتقد أنه من الأهمية منح كل شاب مساحة للتفكير، وعمل ما يريده دون ضغوط قاسية وتوجيهات صارمة، يجب منحهم الثقة، وأن نغرس في قلوبهم وعقولهم أننا نحتاجهم ونحتاج لحماسهم واندفاعهم، ونريد منهم أيضاً أن يتعلموا وأن تزداد خبراتهم، أعتقد أننا نحن الكبار يجب أن نكون مبادرين تجاه الشباب وقضاياهم المختلفة وهمومهم المتنوعة، وأن نعمل معهم لوضع الحلول والمخارج لهم، وليس التصادم والقسوة عليهم، وتسفيه أحلامهم ووجهات نظرهم.
[email protected]