الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الدورة الرئاسية الجديدة لأردوغان

فوز أردوغان بدورة رئاسية جديدة لمدة ست سنوات يعني أنها فرصة جديدة لتحقيق مزيد من الطموحات السياسية والاقتصادية، التي لا أظن أنها ستغيير بالنسبة للمنطقة العربية، السياسة الداخلية للدولة محكمة بيد من حديد منذ الانقلاب المزعوم في 2016، وقد يبرر هذا فوز أردوغان الساحق. وصل أردوغان إلى السلطة بصندوق الاقتراع الديمقراطي، يوماً كان رئيس وزراء ويوماً أصبح رئيس دولة، بعد أن قلّص دور رئيس الوزاء حين صار رئيساً، وبعد ذلك ألغى دور رئيس الوزراء جملة وتفصيلاً، حين حوّل الدولة لنظام رئاسي، ليعطي نفسه مزيداً من الصلاحيات. لذلك يرى أعداؤه أنه يمارس الديكتاتورية بثوب الديمقراطية، فلقد ظل في السلطة لمدة 15 عاماً حتى اليوم، بينما يعدد مؤيدوه أنه حوّل تركيا إلى دولة قوية ولاعب أساسي في المنطقة. من جانب آخر، يرى البعض أردوغان ذراعاً يضرب بمعاولها الدول العربية، فلقد تحول من لاعب كرة مغمور إلى لاعب سياسي مشهور وأساسي في المنطقة، فمنذ بداية عهد أردوغان في السلطة 2003، دخلت القوات الأمريكية العراق من الأراضي التركية، وصارت الحدود العربية التركية بوابة الدمار للدول العربية، وباب مال لتركيا، فمنها دخل مقاتلوا داعش (الأجانب)، وهرب منها البترول السوري أثناء الأزمة السورية، كما هربت الأموال السورية سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة، وقبلها هربت الأموال العامة من العراق بعد سقوط صدام، وربما هذا أحد أسباب ازدهار الاقتصاد التركي، منذ تولي أردوغان السلطة! حققت تركيا مكاسب اقتصادية وسياسية جبارة من الأزمة السورية، فكانت ورقة اللاجئين السوريين تلوح في وجه الغرب (أوروبا بالذات) في كل حوار معهم، سواء شمل اللاجئين أو لم يشملهم. ومن ملف اللاجئين حققت مكاسب مالية دفعتها الأمم المتحدة لمخيمات اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، أضف إلى ذلك البترول السوري الذي بيع عبر الأراضي التركية بأثمان بخسة ولمدة تجاوزت الثلاث سنوات على يد الدواعش، وتحويل أموال التجار السوريين وتجارتهم إلى تركيا في بداية الأزمة، كما أسلفت. ولتطال تركيا دولاً عربية لا تشترك معها في الحدود، استخدمت الإسلام السياسي، فدخلت في صميم كل دولة عربية، وخصوصاً مصر. ومن هذا المدخل انحازت تركيا لقطر في الأزمة الخليجية، بدلاً من أن تكون محايدة، فالانحياز لجانب يعني توسيع الفجوة بين المتخاصمين، وهذا الانحياز ليس دفاعاً عن قطر، لكن للحصول على حصة من الكعكة العربية. رئيسة الجمعية الجغرافية الإماراتية [email protected]