2018-07-01
كجهاز مركزي متعدد الأفرع، يمتد الفساد الفني المستغل للحالات الإنسانية متجاوزاً حد الإعلانات التلفزيونية، التي أشرت إليها في إحدى مقالاتي السابقة، ومصيباً بدائه حفلات جمع التبرعات الخيرية. مرة أخرى، وفي إحدى الدول العربية، تم حشد الميزانيات من حجز للصالات وتعاقد مع فنانين استعراضيين- قد لا تليق مشاركتهم بمستوى عملٍ إنساني- إلى جانب حملات ترويجية مكلفة لم تخدم سوى اسم فنان آخر خطط لأن يكون العمل الإنساني هو وسيلته في اكتساب رصيد مشرّف يضاف إلى رصيده الفني الهابط. وبدلاً من رد الجميل «يتكرر» انسحاب ذاك الفنان الاستعراضي، مصّاص دماء المحتاجين، من حملة التبرعات التي صرف عليها ما صُرف بناءً على وجوده، ليكون بذلك الرابح الوحيد، وتكون الجمعية الخيرية هي الخاسر الأكبر.
لن أتحدث عن محدودية الفئات المشاركة في تبرّعها لهذه الحملات، ولن أناقش حقوق إنسان لم تدرج ضمن أجندات فنّية تخلو من كل شيء عدا السعي وراء المال والشهرة. لكني سأوجّه عتبي إلى تلك المؤسسات الخيرية التي ما زالت ترتكب الأخطاء الاستراتيجية ذاتها في إدارة حملاتها. فلو أن ربع ما صُرف على ذاك الاستعراضي في نشر صوره عديمة النفع في الشوارع، قد صُرف على ابتكار صورة معبّرة تلامس قلوب الناس كافّة عن حاجة تلك الجمعية للتبرع، لكانت ألغيت الحاجة لتنظيم حفلات خيرية أشبه بالأعراس، لا يكاد يذكر فيها اسم الجمعية وأهدافها سوى مصادفة!
[email protected]