لا لمحاسبة اللاعب!

في اتحادات كرة القدم وفي الأندية، توجد لوائح الثواب والعقاب الخاصة باللاعبين، وهذه اللوائح تخص المخالفات التي تُرتكب خلال المعسكرات والمباريات الودية والرسمية وكذلك في البطولات المجمعة. هذه أمور مقبولة ومعروفة ويمكن تطبيقها لأن فقراتها واضحة، لذا يسعى اللاعبون إلى الالتزام من أجل عدم التعرض لغرامات مالية أو لما لا تُحمد عقباه مثل إنهاء العقد أو عدم التجديد للاعب غير المنضبط. ظهرت أصوات إعلامية حديثة في الوسائل التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي تطالب بمعاقبة اللاعبين عند الخسارة، وأصبحت كلمة « محاسبة» متداولة بكثرة، خصوصاً في برامج القنوات الرياضية العربية التي تحلل المباريات وتبحث عن أسباب الخسارة. اللافت للنظر أن «المعتزلين» في برامج التحليل يطالبون بمحاسبة اللاعبين عند الخسارة، وهم يدركون جيداً أن اللاعب دائماً يعمل من أجل الفوز. المطالبة بمحاسبة اللاعبين بعد الخسارة أمر غير مقبول في لعبة كرة القدم، وعليه يجب تجنب استخدام هذه المفردة القاسية، إلا في حال وجود مخالفة واضحة للوائح أو ارتكاب أفعال ضارة. المشكلة الأخرى، أن بعض المحللين العرب يستسهلون مطالبة مجالس اتحادات الكرة بالاستقالة عند وقوع الخسارة أو الخروج من بطولة ما، كما حدث في بطولة كأس العالم الحالية. هذه النغمات النشاز يجب أن تتوقف، وأن يتم تحفيز الجميع على العمل والتطوير والاستعداد الأفضل للبطولات المقبلة. [email protected]