2018-07-02
الذين يتعاملون مع الشباب يدركون أنهم يتعاملون مع طاقات لا تنضب، يجب الاستفادة منها وتوظيفها التوظيف الأمثل، وهم يأسفون لأن ما يحدث في كثير من الأحيان هدر واضح لهذه الطاقات، ويحدث ذلك عندما نقلل من احترام وجهات نظر الشباب ونبعدهم ولا نثق بهم ولا بأفكارهم.
يقال إن الشباب لا يعرفون أو لا يعترفون بالصعوبة أو العوائق، ورغم هذا فهم يفتقرون للخبرة والمعرفة اللازمة التي تساعدهم في التغلب على تلك الصعاب أو التحديات، وبسبب حماسهم واندفاعهم فإنه يسهل خداعهم أو يسهل حرفهم عن الطريق الصحيح.
والنظرة نحو الشباب وطرق التعامل معهم ليست وليدة هذا العصر بل إنها منذ القدم، حتى قبل الميلاد، ويكفي أن نستحضر الفيلسوف والحكيم اليوناني سقراط الذي توفي عام 399 قبل الميلاد، لندرك هذا البعد التاريخي العميق، فلهذا الفيلسوف الكثير من الآراء حول الشباب، فهو القائل: «لا شيء صعب بالنسبة للشباب»، وأيضاً هو القائل:«لا يليق بالشباب التفوه بالحكم»، وكذلك هو من قال «يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل». وإذا أمعنا النظر في جميع هذه المقولات سنجد أنها في عصرنا الحاضر لا تنافي الحقيقة ولا تتجنى على واقع الشباب اليوم، فهم متحمسون ويملكون طاقة كبيرة، ولكن بسبب قلة خبرتهم وحماسهم يقعون في الخطأ، وفعلاً يسهل خداعهم وتوجيههم بطريقة منحرفة.
واجبنا كمربين ومعلمين وآباء منح هؤلاء الشباب الثقة وتزويدهم بما يحتاجون من خبرات ومعارف، ودعمهم وتشجيعهم وحثهم وبث الحماسة في قلوبهم وكسب ثقتهم، هنا سننجح في تنميتهم وتوظيف قدراتهم ليكونوا لبنات صالحة في بناء وطنهم ومستقبلهم.
[email protected]