الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الضربة الأولى

الضربة الأولى في الحروب من أهم الضربات لأنها قد تؤثر في مسارها تأثيراً كبيراً وتحسم نتيجتها إلى حد كبير ولعلنا جميعاً نتذكر الضربة الجوية الأولى التي وجهتها القوات الجوية المصرية ضد الجيش الإسرائيلي في عام 1973 بعمق سيناء ونجحت في شل دفاعاته واتصالاته والتمهيد للعبور واسترداد جزء غال من الأراضي المصرية. أيضاً تعتبر ضربة البداية في الرياضة من أهم الاستراتيجيات والخطط التي يلجأ إليها المدربون المحترفون فالمبادرة بالهجوم وتحقيق أهداف مبكرة تضعف من عزيمة الخصم وتساهم في الفوز بالمباراة. في الحياة قد تجد أيضاً من يبادر بالضربة الأولى كأن يسارع الموظف بتنفيذ بعض المهام الإضافية قبل أن يطلبها المدير ما يساهم في انسيابية العمل وتخفيف الأعباء عن الزملاء، وكما يصنفها علم الإدارة فهي تدخل في إطار المبادرات الاستباقية والخطوات الإيجابية التي تُجبر الآخرين على احترامك وتقدير شخصيتك التي تتمتع بحس المبادرة الإيجابية. وكما في الحروب فإن استيعاب الضربات الأولى فن ولابد من وجود خطط بديلة لإعادة التعبئة والمقاومة وأيضاً في المباريات فإن امتصاص الضربة الأولى والحماس الجماهيري يساعد على تغيير النتائج، كذلك في الحياة لابد أن ندرك أن رحلة الإنسان هي مجموعة من الضربات والخطوات غير المتوقعة ولابد أن يتسلح جيداً بالإيمان والعلم والمعرفة والتدريب المستمر كي يكون قادراً على مواجهة الصعاب وتخطيها. أخيراً: إن لم تتعلم من الضربة الأولى فأنت تستحق الثانية. [email protected]