الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تحري الكذب

يتفق العقلاء على ذم خلق الكذب وبغض الكذاب، فكيف إذا كان الأمر عند بعضهم: تحري الكذب وتعمد البهتان، والاحتراف في تغيير الحقائق ثم نشرها بين الخلق، فهذه الصفة من أسوأ الصفات. وعندما تقوم قنوات فضائية على هذه الأخلاق الرديئة، فهنا تكون المصيبة عظيمة جداً، فالإعلام له دهاليزه وطرقه الملتوية في قلب الحقائق وطمس النور والحق، وتصوير المظلوم بأنه ظالم شرير، وتصوير الظالم المحتال بالحمل الوديع. وهذا ما تقوم به قناة الجزيرة وتوابعها وللأسف الشديد، فقاموا بشراء الذمم والأقلام فما عاد الإعلامي يحمل رسالة هادفة، بل أصبح الإعلامي عندهم بائعاً يبيع ذمته بمال يتسلمه في حال معارضة الدول والحكومات، ويقوم أيضاً بتهييج الشعوب وتفريق كلمة الراعي والرعية، فانظروا إلى جهدهم الكبير في أيام الربيع العربي في سفك الدماء وترويع الآمنين بقصد أو بغير قصد، ومن السذاجة الكبرى إحسان الظن بهذه القنوات المشبوهة، وإمعاناً في الخداع والتضليل رفعت القناة شعاراً مزيفاً هو الرأي والرأي الآخر، والواقع خلاف ذلك. وكم شاهدنا من مقاطع واضحة لضيوف في قناة الجزيرة يتم قطع الاتصال بهم لأنهم خالفوا ما تريده القناة، أو طرحوا عليهم أسئلة لتعمد الإساءة للدول والحكومات، ولا تمضي بضع ساعات من اليوم إلا وتشاهد خبراً في قناة الجزيرة أو في حسابات القناة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيه غمز ولمز لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، وغيرها من البلدان العربية، وتجد عبارات سيئة تتعلق بحكام بلادنا وغيرها من البلدان. وفوق هذا كله تدعي هذه القناة نصرة قضايا العرب والحياد التام، وأنها توصل رسالة الخير والحق للشعوب في كذب رخيص واستغفال واضح لعقول المشاهدين، والعاقل من الناس يعلم جيداً حجم المؤامرة التي تقوم بها هذه القنوات فيحذرها، ويزداد لحمة مع ولاة أمره ولا تنطلي عليه هذه الحيل، فقصد هذه القنوات تدمير استقرار الشعوب وتقويض أمنها، وعلينا أن ندرك أن وسائل الإعلام قد تكون من أدوات الأعداء لتدمير الدول.
باحث شرعي
[email protected]