الأربعاء - 12 فبراير 2025
الأربعاء - 12 فبراير 2025

صورة يابانية

يثير التطور الذي تحققه كرة القدم اليابانية فضول كثيرين، خصوصاً أنها لم تكن لعبة شعبية في اليابان إلى وقت قريب. التقدم الذي حدث لم يحققه اتحاد الكرة وحده، بل بيئة متكاملة يجري فيها العمل وفق إيقاع معين وواجبات واضحة. الشركات والجمهور والإعلام والمجتمع والمدارس والإنتاج الفني وغيرها من الفعاليات الأخرى، كلها تؤدي أدوارها من دون ملل أو كلل، فضلاً عن رغبة اللاعبين أنفسهم في إيصال الكرة اليابانية إلى منزلة رفيعة. عندما يخسر المنتخب الأزرق في مباراة مهمة، مثل خسارته من المنتخب البلجيكي في مونديال روسيا 2018، يبكي الجمهور الياباني حزناً ويسارع إلى تنظيف مقاعده في الملعب ويقف احتراماً للاعبين، من دون أن يُسمعهم كلمة تخدش مشاعرهم أو تجرح كبرياءهم. عندما يخطط اليابانيون للحصول على كأس العالم في زمن ما، يدركون جيداً أن عوامل تحقيق هذا الهدف متوافرة. بالتأكيد بيئة كرة القدم اليابانية ليست مثالية أو خالية من المنغصات، لكن أسرة اللعبة متفقة على التعاون وبث الأمل بدلاً من اليأس. طريقة البناء في الكرة اليابانية لا تسمح بحدوث فجوة بين الأجيال، لذا، ستبقى المنتخبات اليابانية في الطليعة الآسيوية، ويوماً ما ستكون في مقدمة الكرة العالمية. الجمهور الياباني موجود على المدرجات بقوة في المنافسات المحلية والقارية والدولية، ويرافق منتخبات وفرق بلاده إلى الديار البعيدة.