الاحد - 08 ديسمبر 2024
الاحد - 08 ديسمبر 2024

مُــذَنَّب (انذهــالي)

تعني الظواهر الكونية كل ما يظهر في الكون بإرادة الخالق دون إرادة المخلوق، كالكسوف والخسوف، وسقوط الشهب والنيازك وغيرها، فلا يتبقى لنا إلاّ الاستسلام والذهول، ولكن اختلف معظم علماء الفلك مع كبار الفلاسفة والمفكرين في تقدير كمية الدهشة الناتجة عن تفسير الغموض أو تفكيك الألغاز عند محاولة الفصل بين واقعية العالم الخارجي وبين فرضية عالمنا الداخلي. في النظريات الفلسفية؛ يُعد (قلب) الإنسان فضاءً شاسعاً يفوق سعة المجرات وما يليها، وذلك بافتراضه (كوكباً) مستقلاً بذاته، حيث يمتلك شمساً خاصةً به، تتوهج بنبضه وتُضيء بحبه، كما يحتوي على قمرٍ منيرٍ له ومنه وفيه، باعتبار وجه الحبيب حتماً يكفيه، وكذلك يضم نجوماً متلألئة في سماء عينيه، ومداراً كاملاً يدور حول حروف شفتيه، وكَمًّا هائلاً من القدرات العجيبة، ولغزاً محيراً في الخوارق اللاطبيعية، خصوصاً أثناء حدوث الكوارث والمصائب والأزمات، فقد تنكمش حدوده بشدة وتضيق جميع مساراته كضيق القبور وأكثر، تماماً حد عجز الإبرة عن المرور بداخله، وقد تهب عليه عواصف ثلجية وانفجارات بركانية وقد يُصاب بثقوبٍ سوداء متناهية الفجيعة، ثم فجأة بل وبلحظة واحدة يعود من جديد، وربما أفضل عن ذي قبل. بين «حب الأمل» و«أمل الحب» تناثرت المُذَنَّبات وليس المُذَنِّبات، وعلى رأسهم مذنب (انذهالي)! [email protected]