الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الأولى قيادية والثانية ريادية

المرحلة العسكرية الحالية التي يقوم بها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وأُطلق عليها عملية إعادة الأمل، هي الآن في أشهرها الأخيرة حسب القراءة الميدانية، والتي ستُركّز على انتشال البلاد من الوحل السياسي المترهل، ومساعدة الشرعية على الوقوف، ومنع أي تحرك ميليشاوي مسلح، ومد يد العون لصنعاء للبدء في مشاريع تنموية واقتصادية، وإنعاش الجمهورية على كل الأصعدة، ومن بينها دعم الجيش الوطني لكي يتمكن من إعادة هيكلته وتعزيز قدراته وتشكيل قوة متوازنة في المنطقة تليق بالرغبة العربية في إنشاء قوة عسكرية مشتركة للتصدي لأي مخاطر واعتداءات تهدد الأمن القومي. قبل وأثناء عملية عاصفة الحزم المنتهية بالنجاحات، كوَّنت السعودية والإمارات طوال أيامها متطلبات الحفاظ على المنطقة كقوة إقليمية فاعلة، من خلال الحراك السياسي والدبلوماسي الذي حظي بقبول دولي، فَلَم ولن تتوقف الثنائية ذات الثقل الإقليمي عن استمرار الدعم لأجل إرساء دعائم الاستقرار لدول المنطقة. لا يمكن لبلد ينشد الاستقرار الأمني والثبات السياسي والنماء الاقتصادي، إلا بتوافر جيش وطني حيادي قادر على حفظ البلاد من التآمر الداخلي والخطر الخارجي، فقد شهدت دول عربية في فترات سابقة انهاكاً لجيوشها وبعضها ما زال، إلا أنها محل اهتمام دول عربية مساندة وعلى رأسها بعض دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. خلال عقود والسعودية حاضنة للقلب العربي، تحتوي خلاف ذوي الدم الواحد، وترعى وحدة الإخوة في الوطن الواحد، حقناً للدماء، وحفاظاً على عدم تشرذم البلاد، وعلى رأسها وأشهرها وثيقة الوفاق الوطني اللبناني التي وضعت بين الأطراف المتنازعة في لبنان وذلك بوساطة سعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف وتم إقرارها تحت عنوان «اتفاق الطائف»، وثانيها «اتفاق مكة» هو اتفاق بين حركتي فتح وحماس في 8 فبراير 2007، لوقف أعمال الاقتتال الداخلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية. أما الإمارات العربية المتحدة، «دار زايد» فقد أكد تقرير وزارة الخارجية الإماراتية لعام 2014، أن الدولة قدمت خلال السنوات الست السابقة لذلك العام، مساعدات إنسانية للاجئين في 71 دولة حول العالم، وبلغت قيمتها 2.6 مليار درهم، كما احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية خلال عام 2014، قياساً بدخلها القومي الإجمالي. لذا فحُقَّ للسعودية قيادتها وللإمارات ريادتها «لأجل الإعمار». [email protected]