الاثنين - 10 فبراير 2025
الاثنين - 10 فبراير 2025

لا يلومون أنفسهم

هنا حقيقة قد نتفق حولها جميعاً تتعلق بالشباب، وهي أن الكثير منهم لا يتمتعون بالخبرات اللازمة لمعالجة ما يواجههم من صعوبات ومشاكل وهموم، إما لصغر السن وإما لتواضع المعرفة والتعليم وإما لبعد الأب والأم عن التوجيه والإرشاد، وهذا جميعه يؤدي إلى قلة الخبرة وتواضع التفكير ومحدوديته. لذا، نلاحظ أنهم يتخذون قرارات قد تكون مصيرية تتعلق بمستقبلهم، مثل الاختيار بين الجامعات والتخصصات العلمية، وقد يقودهم الحماس نحو تخصص علمي يتجاوزهم وأكبر من قدراتهم الذهنية، أو قد لا يجد الشاب نفسه فيه، فيخفق ويفقد بسببه عدة سنوات من تعليمه العالي ليضع اللوم والسبب في كل هذا التعثر على الجامعة ونظامها التعليمي. وعندما يخفق أحدهم في أي مهمة تتعلق بالعمل تجده يثور ويغضب ويكسر ويحطم في طريقه أموراً كثيرة، هو لا يلوم نفسه ولا يوجه سهام النقد نحو طريقة تفكيره والأولويات التي عاش وفقها، وإنما يصب جام الغضب على مديره أو رئيسه الذي لم يوجهه أو يرشده، وهذا يدل من موجهة نظرة على أن رئيسه في العمل لم يكن يريد له النجاح، وقس على مثل هذه الحالة داخل المنزل. عندما يؤدبه الأب لسلوك خاطئ صدر عنه لا يتوقف ليتساءل لماذا؟ وإنما يقرر مباشرة أن والده لم يفهمه ولا يقدر أنه كبر. التعامل مع الشباب معضلة شائكة وتحتاج إلى تفكيك، وتتطلب من المربين والآباء المزيد من الجهد لفهم هذه المرحلة العمرية الحساسة. [email protected]