2018-07-07
في عام 2007 أصبت بحالة من الهلع أو كما يسميها الطب الأكلينيكي «بانك أتاك»، كنت في الطائرة متجهة إلى مطار هيثرو وبعدها إلى لوس أنجلوس، الحالة الغريبة حدثت فجأة من دون سابق إنذار، واضطررت للمكوث في لندن لتلقي العلاج، وحتى أواجه المرض الذي أصابني فجأة، وكنت أريد أن أكون شجاعة في الحديث عما أصابني، قررت الكتابة عنه في أولى صفحات كتابي الشهير «أنا سنية وأنت شيعي»، كنت بالفعل أريد أن أتخلص من هذا المرض الذي أصابني فجأة، ولكن الكتابة لم تأت سوى اعتراف أما في عام 2010 فقررت العلاج، وقد كان العلاج سهلاً وبسيطاً، ولكن لماذا استمررت ثلاثة أعوام من دون علاج، لقد كان الخوف من النفس، من الذات، من نظرة أسرتي إلي، من صديقاتي مثلاً، لم أكن أفكر بالعلاج بالقدر الذي كنت أفكر فيه بأني لا أريد أن أرى شفقة ممن حولي.
الآن، أصبحت في حال جيدة جداً، بالتأكيد بفضل الجلسات والعلاج المستمر، وندمت أنني ظللت ثلاثة أعوام أعيش في حال من الهلع الذي أصابني من دون مبرر، لكن البعض أسر إليّ أنها ربما تكون نوعاً من الوراثة، وكنت من ضمن الذين عانوا من وراثة هذا المرض.
الهلع هو جزء كبير من الخوف، مخاوف متراكمة، تكبر مع الأيام حينما لا تعود تتصالح مع ذاتك، وحينما لا تكون واعياً بأن عليك أن تتخلص يومياً من المشاكل التي تحدث حولك، أو حتى التي تشاهدها عبر القنوات الفضائية، وحينما عدت إلى القرآن وجدت أن القرآن الكريم ذكر الخوف كثيراً وكانت من أعظم آيات القرآن الكريم حينما كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مختبئاً في الغار مع صديقه وروح قلبه أمير المؤمنين أبوبكر الصديق رضي الله عنه، حيث نزلت آية كريمة ألا وهي «إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا»، الحزن والخوف يصيبان الإنسان ولكن الأهم كيف لنا أن نتغلب عليهما، وألا نخجل من العلاج أبداً مثلما فعلت!
[email protected]