الثلاثاء - 21 يناير 2025
الثلاثاء - 21 يناير 2025

حتى لا يجري تحطيمنا

من المخاوف التي تسيطر علينا دون أن نشعر بها وتؤثر بالتالي في مستقبلنا وفي مجمل أمور حياتنا، الخوف من النقد، بل قد يصل الحال بالبعض اعتبار كل كلمة توجه لهم ولا تتفق مع ما يطرحونه نقداً غير مبرر ولم يصدر في وقته. ومشكلة الخوف من النقد أنه يجعلك حذراً أكثر مما ينبغي، ويجعلك متردداً، في الوقت الذي يجب عليك فيه الإقدام، ويجعلك بطيئاً في الوقت الذي يجب عليك المسارعة. الخوف من النقد يسبب الشلل الفكري ويدمر الثقة بالنفس، التي تعتبر حيوية ومهمة، وخطورة الاستسلام للنقد المؤذي أنه يجعلك تشعر بالنقص، وأن كل الذي سعيت لتحقيقه والتفوق فيه كان مجرد هباء أو لا قيمة له. هكذا يوجه النقد السلبي رسالته إلينا، فإذا استسلمنا له وجعلناه بمثابة الحقيقة المطلقة، فكأننا نطلق رصاصة نحو كل جميل قدمناه، وكل عمل مميز أنجزناه. لذلك يجب عدم الانصياع لتلك الكلمات المسمومة التي توجه لنا تحت مظلة النقد الإيجابي، بل مقاومتها بعدم الالتفات لها وبعدم منحها الفرصة للتغلغل داخل أرواحنا. ولعل أول خطوة في مثل هذه المقاومة تكمن في معرفة جوانب من شخصية من وجه تلك الكلمات الناقدة، هل هو أفضل حالاً منا في عدة جوانب مثل المستوى العلمي الوظيفي؟ هل هناك جوانب تخصصية تؤهله للحكم على الآخرين وإصدار النقد ضد منجزاتهم؟ وقبل هذا وبعده نعود عند نقطة محورية تتعلق بمعرفة عمق ما قدمناه وثقتنا بما قمنا بإنجازه، صحيح أننا بلا عيوب، وصحيح أننا نحتاج للنقد الإيجابي الذي يقوّم ويفيد، ولكننا أيضاّ لن نرهن منجزاتنا وأعمالنا وخططنا لمن يدمرها بحجة التقويم والنقد. [email protected]