2018-07-09
نسمع خلال هذه الأيام كلمة رنانة تصدر من أفواه من أخفق في مرحلة دراسية أو تعثر في مادة دراسية، ويسمي هذا فشلاً. والحقيقة أن ضربات الفشل أعمق وأقسى من إخفاق عابر في مشروع ما أو في تجاوز مرحلة دراسية أو في عدم التمكن من إتمام مادة أو أكثر أو الاضطرار إلى تأجيل فصل دراسي ونحوها.
وعلى الرغم من هذا فإننا نستحضر هذه الكلمة، وهناك من يوظف هذه الكلمة ويوجهها نحو الآخرين، خصوصاً عند محاولته للنيل منهم أو التقليل من منجزاتهم أو تحطيم شيء ما في داخل عقولهم أو كسر روح الحماس التي تشتعل في وجدانهم.
معظم ما يمر في حياتنا من نكسات وعدم توفيق أو ما يواجهنا من إخفاقات وعدم قبول، لا يعد لا من قريب ولا من بعيد فشلاً، ولا يعتبر حتى قريباً من سياجه، ما دمت لا تزال تعمل وتدرس وتبذل ما في وسعك .. فأين هو الفشل؟
ما دمت تواصل السير والتعلم وتطور من قدراتك ومهاراتك .. فأين هو الفشل؟ يجب علينا فهم الفشل ومعرفة جوانبه، حتى لا ننظر لأبنانا وأحبتنا على أنهم فاشلون وهم في حقيقة الأمر أبطال ومستقبلهم واعد، لأننا بمثل هذه الأحكام قد نقوض روح الحماسة في قلوبهم وقد نطفئ شعلة الذكاء التي تتقد في عقولهم.
وفهمنا للفشل يبدأ من التسليم بحقيقة مفادها أن هذه الكلمة أبعد ما تكون عن الذين يحاولون مراراً وتكراراً، بعيدة كلياً عن كل إنسان لا يتوقف عن العمل ولا عن التعلم، أما من تعثر في طريقه، فهو لا يزال على الطريق وسينهض .. فأين هو الفشل؟!
[email protected]