2018-07-10
تحمل كرة القدم على الدوام مواقف تؤكد أنها ليست مجرد لعبة. لنقُل مبدئياً إنها الحياة في شكل لعبة، الحياة بكامل جديتها، وثرائها، وتقلباتها. وتأتي التفاصيل بعد ذلك ليؤكد كل تفصيل منها هذه الحقيقة على طريقته.
ألبير كامو الأديب الفرنسي المعروف صاحب (الطاعون) و(الغريب) وأحد أبرز ممثلي المدرسة الوجودية في الأدب والفلسفة، كان لاعب كرة قدم في طفولته. إلى هنا يبدو الأمر طبيعياً جداً، ولا ينطوي على أي دلالة غير مألوفة. وقد لعب حارس مرمى في فريقه، وهو أمر طبيعي جداً أيضاً. لكن المثير يكمن فيما لا يراه أحد، أي في الدافع وراء اختياره هذا المركز في الفريق.
يذكر الأرغواياني إدواردو غاليانو أن الفقر كان وراء اختيار كامو مركز حارس المرمى، فهو الموقع الذي يكون فيه استهلاك الحذاء أقلّ، في حين تتطلب المراكز الأخرى ركضاً أكثر، وبالتالي استهلاكاً أكبر في الحذاء. ويضيف غاليانو أن جدة كامو كانت تتفحص نعل حذائه كل ليلة، وتضربه إذا ما وجدته متآكلاً.
لم يصبح كامو حارس مرمى عظيماً، لكن التجربة كانت بلا شك جزءاً مؤثراً في حياته، لا بصفتها تجربة لعب ومتعة، بل تجربة فقر ومعاناة وصراع مع الحياة.
[email protected]