الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الهجر

يصعب على النفس أن تجد قطيعة من أقرب الناس إليها، ويزداد الألم إذا لم يعرف المهجور سبب هجره، وهذا واقع بعض البيوت وللأسف الشديد، وأذكر أن شاباً جاءني بعد خطبة الجمعة وقال لي: تكلمت عن بر الوالدين، أنا لا أجد أي شعور تجاه والدي فأنا لم أره منذ سنوات، فقلت له: وأين والدك؟ فقال لي: هجر أمي ولم يطلقها وهو يعيش منذ سنوات في مدينة أخرى ولا يسأل عنا! وكم سمعت من بعض الأخوات أن زوجها يهجرها لعدة أيام بل قد يطول الهجر إلى شهور بسبب وجهة نظر أو تقصير يسير لا يستدعي كل هذا، فهل هجر أفراد الأسرة بهذه الطريقة سيؤدي إلى نتيجة إيجابية؟ في الغالب سيؤدي إلى نتيجة سلبية للغاية بل قد يسبب بكوارث عظيمة، فالنفس البشرية قد تضعف فتبحث عن المشاعر في المكان الخطأ وعند ذلك لا ينفع الندم، وأصعب أنواع الهجر عندما لا تعرف الزوجة سبب هجرها فالزوج أغلق جميع قنوات التواصل معها، فلا يرد على مكالماتها ولا على رسائلها ولا يبين لها وجهة نظره، ويضاف إلى ذلك طول مدة الهجر فيخشى الهاجر وقوعه في الإثم والظلم والبغي، والظلم ظلمات يوم القيامة، وبهذه الطريقة قد يكره الأولاد والدهم ويبغضونه بغضاً عظيماً لأنه لم يغرس فيهم المودة والحب، وإذا بدر من الزوجة شيء من التقصير فالموعظة مطلوبة وتحديد موضع الخطأ هو أساس العلاج بإذن الله، فعلاج الخطأ لا يمكن أن يكون بالسب والشتم واللعن والضرب، فقد يصارحها زوجها بالخطأ ويبين لها بأسلوب حسن لتعود إلى صوابها، أما الهجر الكلي الذي يفر فيه الزوج من المنزل لعدة أشهر فهذا شيء لم يأذن به الله تعالى وفيه ضرر على الزوجة وأذية عظيمة لها، وعندما ننظر إلى بعض المشاكل الخطرة التي تكون بين الدول وتصل أحياناً إلى النزاع المسلح ثم يتم علاج هذه المشاكل على طاولة المفاوضات أفتظن أخي الزوج أن مشاكلك الأسرية لا يمكن علاجها؟! راجع نفسك وغيّر أسلوبك. [email protected]