السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عالم سناب شات وواقعنا الحقيقي

منذ فترة وجيزة قررت الابتعاد عن أكثر مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً «برنامج سناب شات». وأصبحت فقط مشاهدة لما يدور في هذا العالم المملوء بالغث والثمين ، العالم الذي أسميته بالعالم الافتراضي بعيد تمام عن واقعنا الحقيقي الذي نعيشه أو من المفترض أن نعيشه في واقعنا. في البداية سوف أذكر قصتي مع هذا البرنامج اللطيف والمفيد، عندما ظهر البرنامج وأصبح موضة العصر كان لا بد أن أنشئ حساباً شخصياً فيه وأتواجد وأنشر يومياتي وحياتي الخاصة كإعلامية وكشخص مشهور ويتابعني المحبون من الجمهور العزيز الذي أكن له كل المحبة والتقدير. وكاختصاصية اجتماعية وكشخص أحمل بعض القناعات في داخلي ولا أعتقد أنها تتغير فقط لمجرد مواكبة المثل الذي يذكر «مع الخيل ياشقره» لم أقتنع بنشر يومياتي وحياتي الخاصة بل اكتفيت بنشر مايفيد المتابع أو ما يرجوه مني كإعلامية واختصاصية وبالفعل تواجدت فيه بنشر ما أقوم به من أعمال إعلامية واجتماعية وبعض من المواقف والصور الجميلة الإيجابية التي يستفيد منها المتابع في لحظات حياته الصعبة. ولا أطيل الحديث هنا وأبداً في سرد بعض من الواقع الذي نعيشه في عالم سناب شات العربي. صدقاً!!! من إيجابيات هذا البرنامج أنه كشف لنا العقول العربيه بماذا تفكر وكيف تفكر وإلى أين طريقها؟ أقصد هنا البعض والأغلبية .. للأسف أصبح الكل يريد الظهور والدخول إلى عالم الشهرة دون الاكتراث لما هو صح أو خطأ! ما المفترض أن يظهره من حياته الخاصة أو لا يظهره وأصبح هناك استهتار وسطحية وسلبية في الظهور .. نعم وبكثرة عندما نصور غرف النوم وبملابس النوم وتظهر خصوصيتنا بطريقة مقززة ونتناسى مفهوم الحياة الخاصة ولماذا سُميت بالحياة الخاصة أو الخصوصية؟ أما المحتوى فهو في انحدار. قلة الأدب والظهور بطريقة شاذة والتحدث في أمور سطحية جداً والتدخل في خصوصيات الناس وعمل عراك وهمي كل هذا أصبح الرائج والذي يجلب الشهره والمال على مصراعيه فكم من حسابات مشاهير لا يقدمون غير السطحية ويروجون لها دون حسيب ولا رقيب لهم آلاف وملايين المتابعين وهل حياتنا تقتصر على ماذا نلبس وبكم نقتني؟ الجيل الحالي في خطر فكري وسلوكي ومفاهيم لا تؤدي الى بناء حياة نفسية صحية ليواكب أحداث الحياة. وفي نهاية حديثي أشكر كل حسابات المشاهير وغيرهم الذين يقدمون محتوى مفيداً ورائعاً ومؤثراً، ولا أنسى أن أذكر أن ليت حياتنا في الواقع يكون مثل حياتنا في العالم الافتراضي فيه كل السعادة والإيجابية والجمال أو على الأقل نستطيع تطبيقه في واقعنا مثلما نظهره في العالم الافتراضي. [email protected]