2018-07-12
أن نسمع بأعيننا، خير من السماع بآذاننا فقط. ذلك لأن البشر قادرون على تزييف أي حقيقة ما لم ترها رأي العين. هكذا على الأقل تعلمنا في صفوف الدراسات الإعلامية، حين تناولنا موضوعات مختلفة عن الإشاعة، بمختلف أنواعها من الشخصية نحو السياسية، والتي وصلت إلى محصلة واحدة مشتركة هي أن نقص المعلومات تؤدي إلى ظهور الإشاعة.
مررت بالعديد من التجارب الشخصية في هذا الشأن، ولكن أستذكر هنا ما واجهته أخيراً .. حيث كنت أعمل في إحدى شركات القطاع الخاص، في بيئة عمل غير صحية، أدت بي إلى تقديم استقالتي. وخلال سنوات عملي، كنت أسمع فقط عن سوء أحد أعضاء مجلس الإدارة، والذي قيل إنه السبب في خراب بغداد. لم أكن أعرفه عن قرب، ولكني بغضته نوعاً ما.
تشكل في اللاوعي عندي صورة نمطية عن هذا الإنسان، لدرجة شعوري بالغثيان من سماع اسمه. ارتبط في عقلي بصورة الفساد وزير النساء وغير السوي عقلياً. لكن .. المفاجأة كانت عندما تعرفت عليه عن قرب بعد استقالتي، لأجد شخصاً مختلفاً تماماً. البحرنة والتوطين أكبر همومه، دعم الشباب وتمكينهم من أولوياته، صورة البحرين يضعها نصب عينيه دائماً، أما يداه فكانتا نظيفتين من المال الحرام. بل إنه في حال معرفته بما يجري في تلك الشركة من أخطاء ومشكلات، بادر بسرعة إلى حلها وتحسين بيئة العمل بشكل كبير وواضح.
ما حصل كان درساً جديداً يؤكد لي أهمية فحص الإشاعات، وأن على الإنسان/ الدول أن لا تقف متفرجة أمام من يشوه صورتها بدعوى أنها أمور غير مهمة.
[email protected]