الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ماذا ننتظر منهم؟

النموذجية العملية الصحيحة في طريقة التعليم، هي وسيلة جوهرية من وسائل بناء المجتمع الذي يصنع جيلاً يفخر بنفسه ووطنه. التعليم السليم هو ذاك الذي يُبنى على أساس متماسك، وبعيد عن الأدلجات المتناحرة، ويكون بيد تربويين يملكون معارف كامنة يستفيد منها المتلقي، ويقوم بتحويلها إلى خبرات إنسانية وفق مبادئ المعرفة، ولا يمكن استنباط هذه المعارف الكامنة إلا بالحوار والتواصل مع أبناء هذا الجيل، ولا شك أن هذا التواصل سيزيد الاهتمام بهم ويسعدهم ويجعلهم أكثر قدرة على تنمية المُجتمع بالحضارة والمعارف والقيم، وقبل ذلك ثقتهم بنفسهم. لغة التواصل بين الأجيال والتربويين لا تتم إلا في صفوف نموذجية كمنهج أساسي في الخطة التعليمية للنهوض بالأجيال معرفياً حتى ترتقي نحو آفاق وقيم نبيلة، لأن دور المعلم الأمين وأهمية ما يؤديه في بناء مجتمع قوي ومتماسك ومتطور علمياً وعملياً لا يعرفه إلا من آمن بالفكرة والنتيجة الحتمية. التعليم النموذجي والذي بدأت به دولة الإمارات العربية المتحدة، هو أول عتبات تطور الشعوب وتقدمها في كثير من المجالات، فالعلم يولد مجتمعاً منظماً ويبني الثقة بين الأجيال ويجعل التعاملات بينهم بكل احترام، ويرسخ قبول الرأي الآخر المتبادل فيما بينهم بهدوء، ووعيه للوصول إلى أفضل الآراء التي تسهم في تقدم البلاد وتطورها. مهمة التعليم ليست بالسهلة، ومن الواجب أن تتوافق رؤية المنزل مع المدرسة بدون أن يقوما بكسر منهجيهما في حال تدحرج فكر أحدهما، لأن ضخامة المسؤولية التي تقع على عاتق التعليم ثقيلة. الحقيقة أننا ننتظر أجيالاً قادمة تفكر بطريقة مختلفة، من خلال تقبل الآخر «المسالم»، وأجيالاً تبتعد عن التعصب والطائفية وما يؤديان لهما، وأجيالاً تعشق المعرفة والإنتاج والمنافسة والابتكار والاختراع، وأجيالاً تؤمن بالبحث عن المعلومة وتعشق القراءة وألا تكون منقادة بلا وعي، أجيالاً تعيش طفولتها وفي كل مراحل عمرها بما يناسبها دون تربص أو تدمير، حتى تصل في نهاية المطاف واعية مدركة منتجة. كل الأمنيات تتحقق مع وجود مسؤولين يؤمنون بالاستفادة من تجارب البلدان المتطورة والمتقدمة، وتبادل الخبرات، ولا مانع من إشراك الطلاب المتفوقين في سفريات غرضها المشاركة في المحافل الدولية الخاصة بالتعليم والمعرفة والابتكار لأجل توسيع المدارك وبث روح المنافسة. إذا نحن حققنا المراد نستطيع القول إننا وجدنا التعليم الذي يصنع فكراً ونهضة. [email protected]