2018-07-13
إنها فعلاً كأس عالم مجنونة وملغمة بالمفاجآت حتى ثوانيها الأخيرة، وأثبت المنتخب الكرواتي، الذي جاء إلى المونديال بأمل التقدم للدور الثاني أو دور الثمانية، أن الكرة مستديرة وتأبى التصنيف وسوابق التاريخ وعنجهية النجوم.
وتمكن الكروات، الذين هزموا منتخب ميسي 3 ـ صفر، من التأهل للمباراة النهائية لأول مرة في تاريخ الدولة الحديثة التي انفصلت عن يوغوسلافيا بداية التسعينات، وصنعت مجدها الحديث بإحراز المركز الثالث في مونديال 1998، وتوقفت بعدها النهضة وعادت فريقاً متواضعاً في النسخ الأربع المتتالية من المونديال، حيث فشلت في التأهل عام 2010، وخرجت ثلاث مرات من الدور الأول، ولقيت خلال المباريات التسع خمس هزائم مقابل فوزين وتعادلين.
وكانت الجماهير تعاني آلاماً كبيرة عندما تقارن هذا الفشل بالجيل الذهبي لمونديال 1998، الذي أحرز المركز الثالث وحقق خمسة انتصارات، منها الإطاحة بألمانيا 3 ـ صفر من دور الثمانية، والفوز على هولندا في مباراة المركز الثالث.
أمام الإنجليز المنتفخين ثقة وأحلاماً، دخلت كرواتيا أمس الأول مباراة الدور قبل النهائي وهي الفريق المرشح للخسارة، لأنها فازت بشق الأنفس وبركلات الترجيح في مباراتي دور الـ 16 والثمانية، بعد معاناة درامية مثيرة، وتأثر لاعبيها بدنياً ونفسياً من الإصابات والإرهاق، في حين أن الإنجليز دخلوا المباراة وهم متأكدون من الفوز بل والتفكير في العودة إلى الديار بالكأس، حسب مقولتهم في أغنيتهم الشهيرة لكأس أمم أوروبا 1996، «It’s coming home».. ولكن فازت الواقعية والكفاح وشرب الإنجليز كأس الغرور، وعادوا بالخيبة لديارهم.
[email protected]