الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

معادلة النجاح والوقت

لا يمكن التنبؤ بالنجاح، فماهيته لا تعترف بالوقت ولا حتى يمكن شمله وحصره في نقاط معينة، الناجح في الثانوية ناجح ولكن ذلك بداية فقط أو مرحلة والناجح في المحافظة على وقته وصحته ولكن ذلك أيضاً نجاح جزئي، فما هي صورة النجاح الشامل إذن؟ لكل إنسان مفهومه الخاص فالمنصب لا يعتبر نجاحاً إذا لم يقابل ذلك حسن الإدارة والتصرف والأخذ بعين الاعتبار كافة ما هو موجود في المؤسسة من رؤساء ومرؤوسين وحتى صحة الموظف النفسية والجسدية لأنه في النهاية جزء من إدارة الموارد في المنصب، وماذا لو كان صاحب المنصب هذا في صحة متدهورة أو ديون على قدر دخله العالي، ماذا لو كانت أسرته في تشتت بسبب ساعات العمل الطويلة؟ إن الإنتاجية والتأثير لها حدود تقف عندها، وقد يأتي في المقابل رجل بسيط بالوعي الكافي ويحقق ما هو أبعد من ذلك ويكون رحيماً مع من يتعامل معه ويحقق كل متطلبات السعادة من اكتفاء، ألا يعتبر ذلك نجاحاً أيضاً. إن وضع النجاح في قوالب جاهزة وتلقين الأبناء ليسلكوا منهجاً واحداً قد يحقق لهم نجاحاً معلباً جزئياً بعيداً تماماً عن مفهوم النجاح الذي قد يتشكل لديهم حين يصلون إلى سن متأخرة فيدركون أن صورة النجاح صورة مشوهة جداً وأن هنالك من أخذ وقته دون المرور في القالب نفسه ليصل إلى نجاحه الحقيقي في ذاته بغض النظر عن مستواه المالي والاجتماعي أو السيارة التي يركبها أو الشهادة التي حصل عليها، إن إعادة النظر في مفهوم النجاح لديك قد تغير حياتك وقد تعيدك للكثير مما فقدت لتبدأ من جديد مع الوقت. [email protected]