2018-07-14
شاهدت برنامجاً عربياً كان قد استضاف سجيناً سابقاً بتهمة تهريب المخدرات، ولأن سجنه كان مؤبداً، فقد أولته إدارة السجن قيادة مطبخ السجن شخصياً، فظهر في البرنامج يتحدث عن اللحوم المفضلة للرؤساء السابقين والوزراء ورجال الأعمال المسجونين، بشفافية شديدة جداً، وقريبة من القلب، يصف أجواء السجن والمبالغ التي تصرف على الطعام خصوصاً اللحوم، وتحدث عن كيفية صناعة المعكرونة التي يفضلها البعض، وأكد أن الكثيرين لا يريدون سوى اللحوم، وقال: «في السجن الناس عاوزه تاكل بس، أصلي مفيش حاجة أحلى من الأكل»، الحلقة لم تكن ظريفة ولكنها حلقة تحوي كمية معلومات لا بد أن توثق للتاريخ، لو هذا السجان الطباخ في أي بلد أوروبي، لكان الآن حصد ملايين الدولارات بسبب كتابته عن طعام السجون لكبار الشخصيات، ولكنه للأسف ظهر للبرنامج لأنه يريد وظيفة يستر بها نفسه وأبناءه بعد سجن مؤبد، وظهر يرتجي المسؤولين كي يوفروا له وظيفة، بينما هو بحد ذاته وبكل ما قام به طوال السنوات التي مضت، كان يمكنه ألا يكون بحاجة إلى وظيفة، وإنما بحاجة إلى كتاب يرصد فيه كل ما دار في السجن، وأنواع الأطباق التي يفضلها رجال الأعمال المساجين، عن الوزراء، ولا بأس أن يضع كيفية طريقة الطبخ والأدوات التي يجب أن يتم استخدامها، ولو كنا في مجتمع أكثر انفتاحاً، لكان السجان الطباخ قد سمى بعضاً من أطباق الطعام بأسماء الوزراء والمعتقلين السياسيين ورجال الأعمال.
ومن مهرب المخدرات الذي تحول إلى طباخ، لنتذكر كم هي عدد الأفلام العربية التي تناولت مسألة الطبخ والطباخ، أفلام عدة هوليودية دعمت فكرة أن الرجل يمكن أن يكون مبهراً وبارعاً حينما يدخل إلى المطبخ، هذا في هوليود التي بدأت بقصص الفئران التي تجيد الطبخ، وبعدها تحولت إلى أشخاص من مشاهير السينما الهوليودية، لتجعلهم يؤدون دور الطباخ الوسيم والشهير. فيما أن علاقة السينما العربية بالطباخين والطبخ ليست على ما يرام، فكانت الأفلام قليلة جداً ومحدودة، على سبيل المثال «طباخ الرئيس» الذي ظهر عام 2006 لزكريا طلعت، وفيلم جميل أجادته الفنانة الكبيرة ميرفت أمين وهي تمثل المرأة التي تجيد عمل الكعك المنزلي في فيلم «عودة مواطن» وكان البطل حينها يحيى الفخراني.
[email protected]