الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإمارات والقرن الأفريقي

حينما تتسم سياسة أي دولة بالشفافية والاعتدال والحرص على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وحينما تملك قيادتها الحكمة وعمق البصيرة، فإن وساطتها ستكون نزيهة ومقبولة من الجميع وستجني البشرية ثمار جهودها سلاماً وأمناً واستقراراً. هذا ما يمكن قراءته من خلال الدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في تسوية النزاع المرير بين إثيوبيا وإريتريا، والذي استمر نحو 20 عاماً ليتحقق بذلك الاستقرار في القرن الأفريقي. ولا يمكن للمراقب لهذا الموضوع الشائك أن يغض الطرف عن الدور الكبير الذي قام به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في التوصل لهذا الاتفاق التاريخي، الأمر الذي يؤكد توازن وحيادية السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والتي تقوم على الشفافية والوضوح والاحترام مع جميع شعوب ودول العالم. فدولة الإمارات ومن خلال قيادتها الحكيمة تؤكد مجدداً أنها صانعة للسلام وتعمل بلا كلل على إرساء ثقافته نهجاً فاعلاً ومثمراً في التفاهم بين الشعوب عوضاً عن الحروب ونكباتها وويلاتها، بما يحقق التنمية والازدهار ويضع حداً لمعاناة البشر وينحاز للحياة والأمل. ولقد أحسن سموه صنعاً حينما حرص على احتواء الأضرار الإنسانية والمادية التي خلّفها الصراع بين الجارين، حيث أكملت هيئة الهلال الأحمر تدابيرها لتشييد ألف منزل لتعزيز استقرار اللاجئين في مناطقهم وواصلت مشروعها لتوزيع المساعدات على المتضررين في إثيوبيا. فسياسة دولة الإمارات القائمة على نشر السلام وحل النزاعات بين الشعوب تنبع من تقليد أصيل أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بفضل حكمته ونظرته الثاقبة للأمور، وهي رؤية تستدعيها اليوم قيادة هذا الوطن في علاقاتها وجهودها الإقليمية والدولية لحل مشاكل العالم. وأمام هذا الدور الإيجابي لدولة الإمارات وقيادتها في حل هذا النزاع المزمن، جاء الترحيب العربي والأفريقي والدولي، نظراً إلى تداعياته السلبية على دول القارة الأفريقية والعالم. في ضوء كل ذلك يمكن القول إن دولة الإمارات تؤكد مجدداً مكانتها على الساحة الإقليمية والدولية من خلال حرصها على إرساء السلام والاستقرار في كل ربوع العالم، ومع انتهاء الحرب بين إثيوبيا وأريتريا رسمياً، فإن مساراً طويلاً للسلام قد بدأ ولكنه يحتاج إلى الصبر والمثابرة والإرادة الصلبة والنيات الطيبة، وهو مسؤولية تقع على عاتق جميع القوى في البلدين. [email protected]