بساطة العلاقات بين الناس

العلاقات الإنسانية ليست بتلك الدرجة من التعقيد كما يقال، لكن نحن نضع تلك الهالات عليها، ونحن نريدها أن تكون وفق تلك الحالة والمكانة. العلاقات بين الناس في أي مكان وفي أي زمن تخضع لعدة معايير من الأخلاق والمنفعة والشعور المتبادل بالتقبل والرغبة في إقامة صلات من الود والتحاب والألفة ونحوها. وإذا كان هذا قرارنا فإننا في بعض الأوقات نكون ملزمين بالتعامل والتعاطي مع أناس لا نحبهم أو لا نرغب بأي صلة تواصل معهم، على سبيل المثال في مقر العمل قد تنظر لإنسان أو «إنسانة» أنه على درجة من السطحية في التعاطي ولا يستحق احترامك ولا حتى منحه أي مجال للحديث، ورغم هذا فإن طبيعة العمل تحتم عليك الأخذ والسماع منه، مثل هذه الحالة لا يمكن تجنبها. في مجال الصداقات قد تعتبر صديقك يمتلك جميع الصفات الحسنة ولكنك بعد فترة تكتشف أنها صفات سطحية ولا تمس عمقه فهو لا يملك مبادئ عميقة بل يغيّر مواقفه تماماً كما يغيّر ملابسه بسهولة وبساطة. مثل هذه النوعية من الناس لا تستحق المراهنة عليها واعتبارها من الأصدقاء الأوفياء. العلاقات بين الناس مهما كان نوعها بسيطة وغير ملزمة بعقد قطعي ولا يوجد فيها ثواب وعقاب، يومياً نشهد كلمات المحبة والوفاء وعهد الأصدقاء وأيضاً نشهد إرثاً من الخيانة والترك والهجر والغدر. إنها الحياة، فحصّن نفسك ضد المفاجأة وتوقع دوماً التغير والتبدل، وعندما تقنع نفسك بهذه الحقيقة فأنت تجلب لها الراحة. [email protected]