2018-07-16
تراءى له خيط رفيع من الدم انساب من جرح في كبريائه، فانبثق نازفاً من شَجٍّ أصاب جبهة شموخه، عند سقوطه من أعلى شجرة وردية في حديقة الأحلام، حيث كان يقف على فرعها الممدد على جسد السماء يعبث بعش طائرٍ قد بنى حلمه من القش، ليقذف بيضه الأبيض المنقط بالأسود، قبل أن تفقس فراخه الصغيرة التي كانت على وشك اكتمال نموها، وذلك في سبيل الوصول إلى القمة، هكذا تعثر بحقارته فوقَع وهبط، ليُطرح السؤال؛ متى أصبح الصعود للنجاح يعني الانحدار بالأخلاق؟
كانت تلهي نفسها بأي شيء حولها قبل موعد عودتها إلى البيت، لكيلا تكتشف أمها غيابها عن درس حفظ القرآن، فتقضي وقتها تغني وترقص في المروج، بينما تقتلع جذور النباتات وتمزق الأزهار التي أرهقت جبين زارعها عرقاً ليشاهدها تزدهر أمامه، تاركة جسدها مستعمرة سهلة لفيروسات النفوس الضعيفة، قبل أن تنهال عليها عصا والدها في محاولة لطرد «عصيانها» المُحتل الغاصب، فتسمرت تجابه الموت واقفة، تنصت إلى لهاث دقات قلبها حتى أَصَمَّها ضجيج الضربات، وأعمتها الآلام عن الامتثال للصواب، أو الاقتناع بالصلاح، فضغطت بجفنيها على عينيها بقوة، وكأن كل قوتها تمركزت في وجهها، لئلا تصلح حالها المائل.
الحِلم يستر العيوب، والغضب يخفي الحسنات.
[email protected]