2018-07-16
التدريب على أداء مناسك الحج، وتعلم كيفية ذلك، من الأمور الطيبة، بل والمتأكدة، وخصوصاً قبل القدوم لأداء هذا النسك العظيم، ويتأتى ذلك بصور متعددة، قد تصل إلى محاكاة ما يحصل في الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وهو ما تقوم به مشكورة بعض الدول المسلمة.
من أبرز ما يدعم هذا التوجه المحمود، صلاة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المنبر، كما ثبت في الصحيحين، ولما فرغ أقبل على الناس فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي، وَلِتَعَلَّمُوا صَلاتِي»، وهو الدليل الذي استند إليه صحابته، رضوان الله عليه، في التعليم بالمحاكاة والتشبيه؛ يقول سيدنا أبو قلابة رضي الله عنه، جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه، فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فَقَالَ: «إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، أُصَلِّي كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي»، وهو نص اعتمده الإمام البخاري في صحيحه، وعنونه بقوله: (باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته)..
تبيين المناسك، ولو عن طريق المجسمات التشبيهية، ائتمار بقول الحق، سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾، وتحبيب، وتشويق، وتسهيل، وبإتقانه قد يصل إلى درجة الاستحسان، إن لم يكن أكثر، والقاعدة الشرعية في هذا الفعل: (الوسائل لها أحكام المقاصد)، و(ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).
[email protected]