(صحة) المرض!

في مكانٍ ما قريبٌ من هناك؛ حيث الصراع بين الشيطان والملاك، تهامست جُثث ثلاث في جلسة مصارحة، تتقاطر من أطرافها حروفاً جارحة، فمَن يُراقب الحب في عيونِ الأحبة وهو يرتقب حبيبه بسكوت، تبقى عيناه مفتوحة انتظاراً بعدما يموت، ومَن يؤذي نفسه بالصبر على الاستفزاز والاستنزاف والاستغلال، يُعد مقتله انتحاراً وقضية بين الحرام والحلال، ومَن يُعاني من الطيبة في عالمٍ شرير، يتفهَّم أن العالم المريض لا يَتَـقبَّل الأصحاء! بين (صحة المرض) و(مرض الصحة)، تأكدت من أن الأمراض التي لا تؤذي راحة، بينما الصحة التي تسبب الألم تعب، تماماً كالرجل الذي يجعل من جسده طريقاً لمرور النساء، فتجعل منه الرجولة عاراً على بقية الرجال، والمرأة التي تصنع من قلبها وكراً للخبث والمكر والخداع، تصنع منها الأنوثة وصمةً على جبين كل النساء، ولذلك التصقوا بأولئك الذين يجيدون الغناء بصوتٍ سيئ ثم لا يبالون، وأولئك الذين يحكون القصص الخيالية السعيدة حتى لا يحزنون، والذين تصفعهم الحياة فيبتسمون للصفعات وأبداً لا يستسلمون، فالأمل يعدي واليأس طاعون ينتشر، والابتسامة تَهدي والألم ميعاد يندثر. نظن أننا نعيش طويلاً وعند اقتراب الأجل ندرك مدى قصر العمر، ومع ذلك ما زالوا ينفقون مدخرات «صحتهم» ببذخٍ حد الإسراف، ليحافظوا على سلامة «أموالهم»! [email protected]