2018-07-18
(العواء) سلاحٌ ذو حدين، فهو قد يَدْوِي وقد يُداوي، وقد يُثبِّت وقد يُثبِّط، وكأنه إشارة مهيبة على أن (الذئاب) في الجوار، لنتأكد أن الصوت المرتفع يسبب الدوار، لكن ما الغرض من هذا الحوار؟
بين ابن آدم وابن آوى، وجه شبه يتساوى، وربما معنى يتهاوى، كواقع بالخيال يتداوى، فالذئب يعوي للتواصل مع أفراد القطيع، حيث تُقاس شدة العلاقة بينهم بعدد مرات تناول (العواء) في اليوم، ووفقاً لقوة مفعوله، وطول فترة تأثيره، في حين يعوي الآدمي عند الغضب بالصراخ والصياح، وهذا أمر طبيعي بالنسبة إلى الكائنات البشرية الضارية التي تهيمن بالعنف، وتتصالح بالحرب، وتسيطر بالشر، لتبقى الصلة بين العواء والدواء، أنه وسيلة صوتية تتعاطاها بعض الحيوانات إيجابياً لعلاج الأحداث السلبية التي قد تصيبهم، في حين يدمنها بعض البشر سلبياً للسيطرة على أعراض المواقف الإيجابية، وآثارها الأنانية المترتبة على حدوثها، وهكذا يكون الأمر في القضية الأولى دواء وشفاء، بينما يكون في الثانية داء وشقاء.
أحياناً يكون الداء في العواء، وأحياناً يكون العواء هو الدواء، فالحقيقة أن الصمت ليس دائماً نعمة، والصراخ ليس دائماً نقمة، لكننا نجد «حياة الجمال» و«جمال الحياة» في النقاش الطويل من دون النطق بكلمة، مع مَن ينصت إلى صمتك ويفهمه حرفياً.
[email protected]