2018-07-20
تأتي دعوة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مايك بومبيو أخيراً حلفاء بلده من أجل التعاون كي تنجح العقوبات الاقتصادية على إيران لتؤكد أن الدبلوماسية الإماراتية والسعودية نجحت في إقناع الجانب الأمريكي بما تمثله إيران بسياستها غير النظيفة من خطر على الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
إيران لا تكتفي بدعم الجماعات الانقلابية والإرهابية في بعض دول المنطقة، بل ترسل الأسلحة إليها مخترقة قرارات مجلس الأمن، وتتمادى فترسل أيضاً عناصر حرسها الثوري كي تعيث إجراماً وفساداً، كما تتعاون مع قوى داخلية تابعة لها لخلق الفوضى حيثما استطاعت.
أما خطاب إيران السياسي فهو عدائي للعرب جملة وتفصيلاً، فمسؤولوها يتغنون بالسيطرة على أربع عواصم عربية، ولا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع تصريحاً لمسؤول إيراني يسيء فيه لدول المنطقة التي لا تقبل بالسياسة الإيرانية، كما أن قيادة إيران تضخ الأموال الطائلة لصناعة التخريب خارجياً وتنسى البناء الداخلي مما أضر بالشعب الإيراني الذي خرج أكثر من مرة في مظاهرات شملت كثيراً من المدن معلناً رفضه لما تفعله الحكومة بإنفاق الأموال في التدخلات الخارجية، مطالباً بإعادتها وصرفها على التنمية الداخلية كي تتحسن الظروف المعيشية.
الخناق يضيق على إيران، والدول الإقليمية والدول الكبرى تدعو إيران لتغيير سياستها، مما يشير إلى أن رفض إيران لتحكيم لغة العقل واعتماد حسن الجوار كمبدأ سوف يزيد مشاكلها، وما مناقشة وزير الخارجية الأمريكي قبل أيام الملف الإيراني مع مسؤولي حلف الناتو لإيجاد وسائل لقطع جميع الوسائل التي تستخدمها إيران في «تمويل الإرهاب والحروب بالوكالة» إلا جزء من كثير سوف تلقاه حكومة إيران بسبب سياستها الحمقاء، فهي بدل أن تكون دولة صديقة تصر على أن تكون عكس ذلك، وعلى الرغم من أن مفاتيح حلول أزمات إيران الإقليمية والدولية موجودة بيد القيادة الإيرانية نفسها لكنها لا تريد الحلول وتمضي في غيّها، فحلم استرداد الإمبراطورية يسيطر على عقول ساسة طهران، وسوف يأتي اليوم الذي يندمون فيه على كل ما فعلوه من تخريب وعبث في المنطقة، ويومها لن ينفع الندم ولن ينفع «ولي فقيه» أو حرس ثوري.
[email protected]