الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لن يقرأك أحد

«لا تكتب لأحد» أو «تخيل أن لا قارئ لنصوصك» هي من أولى النصائح والإرشادات التي يوجه بها الأدباء الكتاب الجدد. في اللحظة التي تدرك فيها أنك مُراقب، يفقد فيها قلمك ذائقته وبصمته. يبهت سردك ولا تعود أنت أنت، تصبح مجرد انعكاس لصورة في ذهن وعين الآخر، المشكلة أنهم «آخرون» كثر. تخيل أن كلماتك حينها تتشظى وتتبعثر ألف ألف قطعة بينهم. يقع الكثير من الكتاب، حتى الواعين منهم لهذا الخطر. لكن، هل نواجه اليوم إدراكاً خطراً آخر سوى التكشف للقارئ قبل نضج النص؟ كاتب اليوم يحمل هموم الترجمة التي قد يمر بها أدبه في يوم من الأيام. على عكس من سبقه من الكتاب العرب. مثلًا مقامات الحريري التي تستعصي في أسلوب سبك كلماتها على الترجمة إلى أي لغة أخرى. ببساطة، عليك أن تجيد العربية لتتذوقها. يعزو المفكر والباحث عبدالفتاح كيليطو الأمر إلى ميل الكتاب القدماء إلى إظهار براعة اللغة العربية وإلى أنه لم يخطر ببالهم أن مسألة الترجمة قد تطرح لأعمالهم يوماً. الأمر الذي طُرِحَ بالفعل في منتصف القرن الـ 19، حين حدثت صدمة اكتشاف أن الأدب العربي غير قابل للترجمة، ولا يهم في مجمله غير العرب. هل لأن الأدب العربي قائم على الشعر العصي على الترجمة، بينما يقوم الأدب الغربي في الأساس على الفلسفة؟ كيف أثرت الترجمة اليوم فيما نكتب؟