السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رؤية مختلفة

أحياناً تقابل في حياتك أشخاصاً يتمتعون برؤية ثاقبة للأمور وغالباً ما تكون أحكامهم صحيحة وتتساءل بينك وبين نفسك كيف وصلوا إلى هذه المرحلة من الحكمة والنجاح والنضج في تقييم الأمور؟ الإجابة ببساطة تكمن في أنهم تعلموا كثيراً من تجارب الآخرين واستفادوا منها وطوروها للأفضل وتسلحوا بالعلم والتواضع مع إضافة رؤيتهم أو بصمتهم على ما تعلموه، ما يؤدي إلى تحقيق نتائج مذهلة في النهاية. بطبيعة الحال يمكن لكل إنسان أن يفكر بأسلوب مختلف ويطور حياته للأفضل لو اتبع بعض الخطوات البسيطة، فبدلاً من قيادة سيارته يومياً يمكنه أن يستقل المترو أو المواصلات العامة وهذه الخطوة رغم بساطتها إلا أنها تساهم في الحفاظ على البيئة وتخفيف الزحام المروري وممارسة رياضة المشي والاحتكاك بالآخرين ولعلنا جميعاً نتعجب عندما نرى الوزراء في أوروبا يستقلون الدراجات الهوائية في الذهاب لأعمالهم مع أنه بمقدورهم استخدام أفخم أنواع السيارات ولكنهم يريدون توصيل رسالة للجميع بضرورة الحركة والذهاب للعمل في نشاط وحيوية. من الممكن أيضاً أن يقرأ الإنسان مجموعة من الكتب وإعداد أبحاث بعيداً عن مجال تخصصه في فترة إجازته ما يساهم في إثراء معلوماته بدلاً من الجلوس لساعات طويلة في المقاهي لتدخين الأرجيلة، كذلك من الممكن أن يتطوع الإنسان في إحدى الجمعيات الخيرية وتخصيص عطلة نهاية الأسبوع في خدمة الآخرين بدلاً من النوم لساعات طويلة في المنزل. رؤية الإنسان للأشياء تحدد إلى درجة كبيرة نظرته للحياة ومدى استمتاعه بها وفقاً لإمكاناته الشخصية والمادية والمهم هو تسخير هذه الإمكانيات بما يعود بالنفع على صاحبها والمجتمع. [email protected]