السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أدوات انتقال المعنى

من الشكاوى اليومية التي لا يخلو منها مجلس أو محادثة، وتتجلّى بقوة في تأثيرها على جودة العلاقات الإنسانية، مشكلة أساسية يجب ألا يتم تجاوزها من أي أحد يكتشف وجودها، لأن أطرافها ممتدة في كل مفاصل حياتنا اليومية وتفاعلاتنا المختلفة مع الآخرين. أنت لا تفهمني! أنتم تفهمونني بشكلٍ خاطئ! لا أحد يفهمني! ما أقصده لا يمت بصلة لما فهمته أنت! هذه أمثلة عن بعض العبارات المستاءة التي نعبّر بها عن طبيعة هذه المشكلة، ويبدو جليّاً من تركيب العبارات أن الاتهام جاهز ومُوجّه مسبقاً باتجاه «الآخر»! عندما نفشل في إيصال المعنى مرات ثم مرات، ينبغي أن ننظر في المرآة قليلاً لنشخّص دقة الأدوات التي نستخدمها لنقل المعنى للآخرين! هل الكلمات المستخدمة تحمل ذات المعنى الذي نقصده؟ هل الأمثلة والنماذج والشروحات تصب في ذات المسار الذي يبدو واضحاً في عقولنا؟ قد يعاني البعض من صعوبة الفهم وفق أفقه الثقافي ومستوى تحصيله العلمي ومجالات الممارسة المعرفية اليومية الخاصة به، لذا كان من الواجب على أي مشتغلٍ بالشأن الثقافي أو الشأن العام اكتساب مهارة المرونة التعبيرية، في استخدام الأدوات المناسبة لنقل المعنى وفق تشخيصه لطبيعة الطرف الآخر! بإمكانك إيصال فكرتك أو وجهة نظرك ببساطة ورشاقة، لو بذلت مجهوداً فكرياً في «استعارة» عقل الطرف الآخر، و«تفصيل» نوعية لغة الحديث المستخدمة، لتحصل على أفضل النتائج. [email protected]