الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

ولّى زمن البلطجة!

في ثمانينيات القرن الماضي كانت جميع المدن والمحافظات الإيرانية، لا سيما طهران، تهتف بالموت لأمريكا، حتى بات شعاراً معترفاً به توقعه بعض الشركات الصناعية الإيرانية على منتجاتها. طوال عقود وهي على هذا الحال.. منذ بدايات الثورة الإيرانية وحتى قبل بدايات الاتفاق النووي مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.. ومع أول خط من ذلك الاتفاق بدأت إيران بنزع اللافتات المناهضة لأمريكا من شوارع طهران، واستبدالها بلوحات فنية. كانت إيران ستبدأ صفحة جديدة مع أمريكا.. صفحة بيضاء يسودها الولع والدلع.. لكن مع الرئيس دونالد ترامب تلونت هذه الصفحة بالهلع. بعد أن تكّشف ما في ذلك الاتفاق من خلل. تعوّدت إيران الثورية أن تتعامل مع من تكرههم، أو من لم تفهمهم ببلطجة دون مراعاة لقواعد دبلوماسية، أو اتفاقات سياسية أو قوانين ومعاهدات دولية، فهذا هو النهج الذي قام عليه النظام الإيراني الذي يشبه صبياً مشاغباً يكّسر نوافذ الجيران، ويسبب المشاكل فيرهق أسرته التي تعاقبه مرة تلو الأخرى.. لكنه يعود لشغبه ولا يرتدع. الرئيس الإيراني حسن روحاني المحسوب على حزب الاعتدال الذي يميل إلى الوسطية والعقلانية، بالنسبة لأحزاب في إيران تميل إلى البلطجة والإرهاب.. يبدو لم يعد كذلك.. هذا ما تشي به تصريحاته وتهديداته الأخيرة لأمريكا.. لكن الحال ليس ذلك الحال الأول.. فالرئيس دونالد ترامب ليس بباراك أوباما، ولن يطبطب ويراعي ويجامل ليهدأ الطفل المشاغب ويعود إلى بيته، لقد كانت تغريدة الرئيس الأمريكي الأخيرة، في هذا الشأن، أكثر صلافة وتهديداً من تصريحات روحاني، الذي مال إلى حزب المحافظين العنيف في إيران، فالعنف سيواجه بالعنف، والتهديد سيرد عليه، وحتى لافتات الموت لأمريكا التي كانت مقبولة في الثمانينيات.. لن تكون مقبولة اليوم.. هذا ما توعد به الرئيس الأمريكي! فهل ولّى زمن البلطجة.. أما أن البلطجة سيرد عليه بمثلها؟! [email protected]