الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

كيف نوقف ضحايا «السيلفي»؟

«جنون السيلفي» إحدى الظواهر الغريبة التي بدأت تشكل خطورة حقيقية على عقول الشباب، بعدما سرت حمى التقاط صور السيلفي بين مختلف الأعمار في جميع بلدان العالم، وبالرغم من أن آلية التقاط هذه الصور في الأصل لا تشكل أي خطورة على حياة الإنسان، إلا أن هوس البعض بها وطريقة تعاطيه معها، جعلها ظاهرة كارثية في بعض الأحيان. تشير العديد من الدراسات إلى أن السر وراء التهافت الكبير من الشباب على التقاط صور السيلفي يرجع إلى الرغبة في التقاط صور جميلة للذات، فكل شخص يريد أن يظهر للآخرين كما تراه عيناه، وهو ما يجعل حرصه على التقاط السيلفي أشبه ما يكون بمحاولة لإشباع «الأنا والغرور الداخلي». يسعى الكثيرون عبر السيلفي لإثبات تفوقهم وجمالهم وشجاعتهم وحبهم للمغامرة، فنجدهم يسعون لتعريض حياتهم لمخاطر كبيرة لمجرد التقاط صورة تظهر مدى جموح الشاب أو مدى جمال الفتاة! ولا يكاد يمر يوم دون أن تنشر وسائل الإعلام العالمية خبراً عن ضحية جديدة لهوس السيلفي في أحد بلدان العالم، خاصة في المناطق السياحية والمباني المرتفعة، ما يحتاج منا أن ندق ناقوس الخطر لمواجهة هذه الظاهرة قبل خروجها عن السيطرة. السيلفي له مخاطر كذلك على نفسية ملتقطه، فقد تكون الصور الملتقطة بطريقة السيلفي سبباً مباشراً في شعور صاحبها بنوع من الاكتئاب نتيجة عدم الرضا عن نفسه، خاصة أن أغلب صور السيلفي تكون قريبة وتظهر أدق تفاصيل الوجه، وهو ما قد يقود صاحبها إلى نوبة اكتئاب حاد قد تتطور إلى مراحل أعقد يصعب التعامل معها، وقد يلجأ صاحب الصورة إلى أساليب غير سوية حتى يتلافى العيوب التي اكتشفها في نفسه، وهو ما يعزز لديه الشعور بالأنانية وحب الذات والنرجسية. وهذا مثبت علمياً. [email protected]