الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الهوية والسلام

يأتي الاهتمام الإماراتي بالمصالحة بين أريتريا وإثيوبيا لوقف الحرب التي بدأت قبل عقدين من الزمن ليؤكد رسالة المحبة والسلام التي تشكل جزءاً من الهوية الإماراتية التي تكونت ملامحها منذ تأسيس الدولة على يد الشيخ زايد، طيب الله ثراه. القمة الثلاثية التي عقدت قبل أيام في أبوظبي وضمت قيادات الإمارات وأريتريا وإثيوبيا، رسمت الصورة النهائية لدور الإمارات في المصالحة، وللعهد الجديد بين دولتين هما في حاجة ماسة للتفرغ للبناء والتنمية بدل الحرب، ولعل هذا هو ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال القمة متحدثاً عن سعي دولة الإمارات الدائم إلى نشر السلام.. ولا يستطيع المتابع للشأن إلا أن يلاحظ الجهود الإماراتية في هذا المضمار، وما ينطبق على الخارج ينطبق على الداخل، فالمحبة والتعايش والتوافق الحياتي تبرز بقوة لدى المواطنين والمقيمين في الدولة. رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة في نشر السلام أتت بناء على وعي قيادي مبكر لأهمية السلام في العالم، وعليه فقد توجهت قوافل المساعدات والإغاثة بأنواعها إلى مختلف جهات الأرض لتقدم ما يحتاجه أبناء المناطق الفقيرة أو المضطربة، إيماناً من القيادة الإماراتية بأن الاستقرار يعني السلام، وكل منهما يقود إلى التنمية التي تحقق للشعوب طموحاتها. لذلك فقد أتى الاهتمام الإماراتي بالسلام بين أريتريا وإثيوبيا، كي تتوقف الحرب، ويتفرغ الشعبان للتنمية والاقتصاد، فما كان ينفق على الحرب من أموال سوف يتحول إلى المشاريع التنموية، وباستمرار النماء ينتعش اقتصاد البلدين. [email protected]