السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كلمات

علاقة الإنسان بالكلمات تبدأُ منذ ميلاده واختيار اسم له، وفي سن الطفولة يبدأ الشغفُ بالأبجدية؛ فيشخبطُ الصغارُ بالأقلام وغيرها على الأوراق وجدران المنزل وملابسهم حروفاً أو ما يشابهها، لقد تخيّلْنا حينَها أننا نكتبُ شيئاً ذا معنى، بينما لا يتعدى الأمرُ هوايةً طفولية، وخطوطًا متداخلة، لعلّها كانت تأسيساً لمواهب كتابية هذا اليوم. رُبَّ كلمةٍ قالت لصاحبها: دعني، وليس كل ما يُعلَم يُقال، ورصاصة واحدة كفيلة بإنهاء حياة إنسان، تماماً كما قد تفعله كلمة واحدة لا تُراعَى عاقِبتُها الوخيمة، أو شهادة حق مكتومة، كلّ هذا الإرث الثقافي الاجتماعي يعرفه الجميع، وعسى أن نتوقفَ عن هَدْر الكلماتِ بلا ثَمن، ونتعلم كيف نكبح شهوةَ الكلام. كلماتنا جسورنا إلى ما نريد، ورسائل عقولنا إلى الآخَرِين، فهل رأيتم جسراً متهالكاً يمكن العبورُ عليه بأمان؟ وهل فهمتم رسالةً ملتبسةَ المعنى، مبعثَرة الأجزاء؟ كثيراً ما يضيعُ المراد، ونفقد المقصودَ بسبب سوء اختيار الكلمات التي نقولها أو نكتبُها؛ فيذهبُ ذهنُ المستمِع والقارئ بعيداً عن المعنى الذي قصدناه، فأحسِنوا اختيارَ كلماتِكم. يا رفيقة الروح، هل أخبرتُكِ يوماً عن نشوة الكتابة لكِ؟؛ إنها إحدى نوافذ روحي على الحيَاة، أَكثر أوقاتي سعادةً حين أجلسُ بصحبةِ الحروف، أمزجُ الكلماتِ بالحُب، أختار كلماتِ الرسالة بعناية، وأُدوّن سطورَها باهتمام، أكتبُ إليكِ، وأتخيّلُ تعابيرَ وجهك عند قراءة كلماتي؛ فأُبدّل كلمةً بأخرى أَجمل، وأُرتب الجُملَ اللائقة بمعناكِ الأسمى. [email protected]