الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الحياة الصافية

من منا لا يسعى إلى أن يعيش حياة هادئة وصافية خالية من التراكمات والأحداث والأشخاص السلبيين؟ فالجميع يسعى إلى أن يوقد الإيجابية في كل جوانب حياته لينعم بحياة صافية من التوتر والقلق والخوف والظنون وأسقام الأرواح وأمراض القلوب. الحياة الصافية ترتبط أولاً بالقلب، فمتى صفا القلب وتطهر من جميع الشوائب صفت وصلحت جميع الأمور الأخرى تدريجياً، ومع استمرارية صفوة القلب يصبح الإنسان أكثر راحة وعافية في قلبه وبدنه وسائر أموره وجل تفاصيله، ويصبح أكثر انطلاقاً في الحياة وأكثر مرونة وأكثر رضا. إن المواقف السلبية من الأمراض التي تقتل القلوب تدريجياً وتجعلها في حالة سلبية من التوتر والخوف، وتشعل الفتن والأقاويل والحروب النفسية والرغبة في الانتقام، وكل إنسان في حياته لا بد له من المرور على محطات سلبية تجلب معها الهم والضيق وتكدّر صفو الحياة واستقرار النفس، ومع تكرار هذه المواقف يمتلئ جوف الإنسان بالسخط، وتملأ حياته المنغصات، فلا يكاد يرى بريق أمل أو نوراً. الاحترام الجميل من أسباب صفاء الحياة، واحترام الإنسان لذاته وذات غيره يجعل القلب ودوداً لطيفاً كالسلسبيل في عذوبته، وتنعكس تلك العذوبة على جميع مفردات حياته. والبعد عن مستنقعات الجهل من دعائم الحياة الصافية، القناعة والرضى بما قسم الله وكف النظر عما في أيدي الآخرين من أسباب طهارة القلب وسلامته وصحته. [email protected]