الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من فقه الخسوف والكسوف

المطلع على أقوال الفقهاء، يجد في مسألة أداء سنية صلاتي الكسوف والخسوف، تيسيراً كثيراً على الرجال والنساء الذين يندب لهم أداؤها، وعلى سبيل الاختصار يجد الدارس للفقه، أن الفقهاء لهم في هيئة صلاة هذه الشعيرة آراءً تستند على نصوص وتطبيقات؛ فعند الجمهور هي ركعتان، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان، وعند السادة الأحناف هي ركعتان كسائر النوافل. أخيراً كثر الكلام عن (الجماعة) لصلاة خسوف القمر؛ ومختصر الآراء الفقهية في هذه المسألة، هو أن السادة الأحناف والمالكية قالوا إنها تصلى وحداناً، أما عند السادة الشافعية والحنابلة فالسنة عندهم صلاتها جماعة، بخلاف صلاة كسوف الشمس، فتصلى فرادى كما تصلى جماعة، باتفاقهم جميعاً. مسألة أخرى متعلقة بالموضوع، وهي هل يجهر بالصلاة أو لا؟، وفي هذه المسألة الجمهور قالوا إن القراءة مخفيةٌ في صلاة كسوف الشمس، وذهب الحنابلة إلى الجهر بها، أما صلاة خسوف القمر فلا خلاف في الجهر بها؛ وأخيراً هل لصلاة الكسوف خطبة؟ فالأحناف، والمالكية، وفي الرواية المشهورة للإمام أحمد، لا تسن، أما الشافعية، وفي رواية للإمام أحمد: تسن لها خطبتان. في صلاة الخسوف الأخيرة، ختم الإمامان في الحرمين الشريفين، الصلاة بخطبة وعظية، مع أن الحنابلة لا يقولون بذلك، وفي الإمارات صلت أغلب الجوامع صلاة الخسوف، مع أن المذهب المالكي يقول بصلاتها فرادى، وهو ما يؤكد على جمال تنوع الآراء الفقهية، والمرونة في الأخذ، والمراعاة في التطبيق. [email protected]