السلام في المنطقة يبدأ من تحالف عسكري

بعد مرور نحو أربعة عقود على الثورة الإيرانية التي ولدت معها الكثير من المشكلات التي تعاني منها المنطقة اليوم، هذا العمر الطويل للثورة الإيرانية أصبح يشكل خطراً على استقرار المنطقة والعالم، وأصبحت مواجهة الخطر الإيراني تتطلب تفكيراً جدياً يتجاوز المسائل السياسية فقط لأن الخطر الذي تعاني منه المنطقة بسبب الوجود الإيرني أصبح قضية دولية وإقليمة خصوصاً أن التفكير الإيراني يذهب بعيداً في تفكيرة الدائم من أجل امتلاك سلاح نووي. هذه الأيام يتداول العالم إقليمياً ودولياً فكرة جديدة ومهمة تقول بإمكانية تشكيل قوة عسكرية من الدول العربية ودول كبرى في العالم، هذه الفكرة التي لم تولد من فراغ بل تأتي استجابة طبيعية لمعايير الخطر الذي أصبحت إيران تشكله في تهديدها للمنطقة وهذا التهديد لا يمثل إيران لوحدها بل إن النظام الإيراني خلق الكثير من المشكلات في المنطقة حتى أصبح بعضها خارج السيطرة وقد يولد آثاراً سياسية خطرة على المنطقة. الدافع الحقيقي لمواجهة إيران هو وضع حد حقيقي لهذه الفوضى التي تعمل إيران على نشرها في المنطقة فكما يعلم العالم كلة أن إيران تم العثور عليها خلف كل مشكلة عربية والأكثر إثارة أن إيران تمارس مسارين من التدخلات، الأول ذو علاقة بالمسار الأيديولوجي وتبنّي المذهبية وهذا الخطاب خطر لكونه يؤثر في أتباع الطوائف مما يدفعهم الى التعاطف الأيديولوجي على حساب قوميتهم، المسار الثاني أن إيران خلال العقود الأربعة الماضية اعتمدت تشكيل الميليشيات المنشقة عن الأنظمة في كثير من الدول العربية وهذا ما يجعل الحلول السياسية تبدو أمراً صعباً كما نشاهد اليوم في ثلاث دول عربية كبرى هي: العراق، سوريا واليمن. إن فكرة انشاء «ناتو عربي» أصبحت قضية مهمة ليس لصالح العرب وحدهم ولكن أيضاً لمصلحة العالم الذي يشعر بالخطر الذي من الممكن أن تتركه إيران في المنطقة في حال عدم مواجهتها من خلال القوة الرادعة والتشكيل العسكري، وليس المقصود هنا الدعوة الى نشوب حرب بقدر ما هو صناعة توازن قوى فعلي في القوى في المنطقة وهذا ما سوف يجعل النظام الإيراني يفكر كثيراً من أجل هذه القوة، لذلك فإن متطلبات وجود تحالف استراتيجي عربي من أجل حماية الأمن القومي العربي أصبح قضية ينتظر العرب تحقيقها على أرض الواقع. [email protected]