الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

علبة شامبو

أذكر أني وأثناء مشاهدتي أحد البرامج الحوارية قبل عدد من السنوات، شعرت باستياء عظيم لدرجة أنني أتذكر الحوار الذي دار بين الإعلامي والضيفة جيداً حتى اليوم. إذ ردّت بثقة أنها قارئة جيدة، وبالقراءة تعني مطالعة المجلات والجرائد. اليوم، تغير رأيي بشكل جذري، حين كنت أحاور أحد المثقفين والمهتمين بالتحفيز على القراءة، لنكتشف عبر سرد عدد كبير من الوقائع والأحداث والمصادفات، أن الأغلبية العظمى لا تقرأ أبسط التفاصيل التي تضمن في كثير من الأحيان سلامتها أو تسهم في توضيح ما التبس عليها. ترد الكثير من الأسئلة مثلاً عن منشور في مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تجد الإجابة واضحة مذكورة تحته، لو كان أصحاب السؤال انتبهوا لقراءة المنشور كاملاً فحسب. كما يقع الكثير في فخ استخدام ضار أو خطأ، سواء لمنتجات طبية أو مستحضرات تجميلية أو غيرها، لمجرد أن الأغلب لا يقرأ الوصفات أو المنشورات المصاحبة لها. نحن هنا لا نناقش حتى العزوف عن القراءة كجزء من الروتين اليومي، وهو أمر غاية في الأهمية لو أدركنا نتائجه، لكننا نتساءل عن سبب إهمال فكرة القراءة والبحث عن ما يدخل في تفاصيلنا الخاصة، ويؤثر في حياتنا من مأكل وتعليمات سلامة وتواصل اجتماعي، ولا يتعدى في أغلب الأحيان بضع عبارات. [email protected]