الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من وحي مؤتمرات الطاقة

الحمد لله أن وصلت دولتنا من الثراء المعرفي والثقافي، لدرجة صار يمكنك الإضافة كل سنة أو شهر أو أسبوع بعداً جديداً في حياتك، بل صار يمكنك إضافة لمعرفتك ملحوظة أو معلومة كل يوم. وهذه ليست مبالغة، كما أنها ليست من ثقافة السوشيال ميديا (برامج التواصل الاجتماعي) بأنواعها، إنها ثقافة المؤتمرات والمعارض، بالإضافة للمحاضرات العامة والندوات، التي تنشر على امتداد الدولة من أقصاها إلى أقصاها، صحيح أن معظمها يتركز في أبوظبي ودبي ثم الشارقة، إلا أن صداها يشمل كل الدولة. اليوم سأكتب عن مؤتمرات الطاقة، ولدينا نوعان من مؤتمرات الطاقة التي يجري تداولها باستمرار: النفط، والطاقة النظيفة والمتجددة بأنواعها. بالنسبة لمؤتمرات النفط تركز على جوانب الاستمرارية والتغيير، وهذه رغم تكرارها إلا أنها مهمة، فهي تضمن استمرارية رخاء مواطني دول الخليج. لكن الملفت أنه في هذه المؤتمرات، أن دول الخليج وعلى الرغم من ثقلها في هذا الجانب، إلا أن أغلب الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية، أي 99 في المئة من الدراسات لهذا العضو الفعال والفاعل في اقتصاد دول الخليج، تأتي من مراكز عالمية كوكالة الطاقة العالمية. فنحن حتى الآن وبعد أكثر من 50 عاماً على ظهور النفط لا تقدم مراكز الأبحاث في دول الخيلج دراسات يستفيد منها العالم، كما نستفيد نحن من دراسات العالم. ومن جانب آخر وعلى الرغم من الاعتياد على لعبة الصعود والهبوط لأسعار النفط، إلا أنه لا توجد لدى العديد من دول المنتجة للنفط خطط احترازية لأوقات الانخفاض، وأقصد كيف يمكن الدول المنتجة لهذه السلعة الاستفادة من أوقات انخفاض سعر النفط علمياً؟ فدول غير منتجة للنفط كالصين والهند، زاد طلبها عليه في الأعوام 2014 و2015، أي الأعوام التي وصل فيها سعر النفط لأقل مستوياته، لم لا تقوم الدول المنتجة للنفط بشراء نفطها حين ينخفض سعره، وتبيعه لصالحها بعد أن ترتفع الأسعار، وبذلك تلتزم بالبيع كما هو واجب عليها من جانب، ومن جانب آخر تستفيد من فرق الأسعار بمفردها، أي دون شراكة الشركات المنتجة للبترول في دولها. [email protected]