الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إدارة المخاطر المؤسسية

من التحديات المفصلية التي تواجهها الحكومات تطوير الفكر الإداري والانتقال من الفردية إلى المؤسسية، ومن التأثر بالقرار إلى المبادرة باتخاذه، ومن العمل وفق ردة الفعل إلى اتخاذ التدابير الاستباقية. ولعل إدارة المخاطر هي واحدة من تلك المنهجيات التي تحتاج إليها المؤسسات في سبيل تجويد أعمالها ورفع كفاءة وفاعلية عملياتها ومشاريعها واستباق المخاطر التي تحفها ولو بخطوة واحدة. فما إدارة المخاطر المؤسسية Enterprise Risk Management؟ وقبل ذلك ما الخطر Risk؟ وهل تعتبر الكلمة أحد مرادفات الضرر Hazard أو الأزمة Crisis؟ الخطر هو الحدث الذي إذا وقع فستكون له تأثيرات سلبية، أما الضرر، فهو النتيجة السلبية لوقوع الخطر، وأما الأزمة فهي - كما قال وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق هنري كيسنجر - عرض Symptom لوصول مشكلة ما إلى المرحلة السابقة مباشرة للانفجار. أما إدارة المخاطر المؤسسية، فهي نشاط إداري مستمر لتحديد مخاطر عمليات ومشاريع المؤسسة وتقييمها بهدف التحكم بها وخفضها إلى مستويات مقبولة. ومن التعريف يتضح أن هناك مخاطر تكمن في أنشطة وعمليات الإدارات المنبثقة من مهامها، وهناك مخاطر أخرى تكمن في الخطة الاستراتيجية للمؤسسة وفي مشاريعها أو خطتها التشغيلية أو التنفيذية. لذا نجد بعض المؤسسات تتعامل مع مخاطر الاستراتيجية في مكتب التخطيط الاستراتيجي بمعزل عن مخاطر العمليات التي يديرها مكتب التدقيق الداخلي. وتبعاً لذلك تختلف طريقة تصنيف المخاطر فيما بين المكتبين. فماذا أعني بتصنيف المخاطر؟ تصنيف المخاطر هو أسلوب للتفكير المنهجي عند البحث في المخاطر المتوقعة، فبدلاً من انحصار التفكير في المخاطر المالية أو البشرية على سبيل المثال؛ يجعلنا التصنيف نستعرض جميع مكامن الخطر (المالي، البشرية، التقني، التشريعي، إجرائي، بيئي وصحي، أو ما يتعلق بالمتعاملين والمجتمع بشكل عام). وبعد التصنيف تأتي مرحلة تقييم المخاطر بقياس شدة تأثيرها واحتمالية وقوعها وفقاً لمقياس من ثلاث، خمس، أو عشر درجات. وبذلك يكون ترتيبها وفق أولية التعامل مع المخاطر ذات القيم الأعلى. وبعدها يُطلب من الإدارات أو مديري المشاريع التفكير في وضع حلول استباقية لتلك المخاطر، وهو ما يعرف أحياناً بالخطة ب Plan B. وأخيراً؛ أتمنى أن تنتبه المؤسسات إلى حاجة الموظفين إلى نظم سهلة user friendly لا تجعلها عبئاً إضافياً عليهم، من خلال تبسيط إجراءات التعامل مع المخاطر، وتوحيد تصنيف المخاطر سواء للعمليات أو المخاطر، وأيضاً إطلاق حملات توعية دائمة لنشر الثقافة وبيان المنافع التي تعود على المؤسسة والأفراد على حد سواء. [email protected]