الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

خليفة سات .. فضاء الإمارات

قالت مونيكا غرادي أستاذة علوم الفضاء والكواكب: «نحن نشهد المنافع التقنية التي تحدثها برامج الفضاء، وعلى سبيل المثال، تعد الصناعات الفضائية البريطانية واحدة من أكبر مصادر الدخل للحكومة. أنا متفائلة لأنني لا أعتقد أن القيمة والمعنى الملهم لاستكشاف الفضاء سيتغيران». وهذا يتطلب عملاً مختلفاً يؤكد فيه خبراء التقنية انفتاحاً كبيراً لمواجهة مجموعة تحديات أهمها انخفاض أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي، فضلاً عن الزيادة المطردة في عدد السكان، فالعمل على التطوير وتكنولوجيا المعلومات ومستقبل صناعة الفضاء تعتبر سوقاً رائجة تتطور جيلاً بعد جيل، وتتفوق في المنافسة وفي القرارات الاستثمارية، وسيذكر التاريخ هذه الإنجازات العظيمة لدولة الإمارات، والعقول التي عملت بجد واجتهاد لمصلحة الوطن والمواطن وابتكرت الحلول والاستراتيجيات لمستقبل زاهر. وإن ما يستوقف نظر المتأمل فيما أنجزته وكالة الإمارات للفضاء من الاستعدادات لإطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» القدرة وسرعة الإنجاز قبل نهاية العام الجاري من قاعدة إطلاق الصواريخ في اليابان، بمعنى أن هذه الصناعة ازدهرت في الدولة وتعززت فاعليتها، ويتطلع الجميع لهذا الإنجاز الضخم الذي سيكون إضافة في علم الفضاء في الشرق الأوسط. ولهذا الأمر أهمية كبرى لخدمة الجوانب التعليمية لترتفع بذلك عدد الأقمار الصناعية التي تديرها الإمارات إلى عشرة أقمار متعددة الاستخدامات، فممّا لا شك فيه أن تطور الصناعة الفضائية توحي بتقدم سريع نحو المستقبل، وقانون التقدم يبدأ بدراسة الوقائع والاستفادة منها بتوظيفها في الاتجاهات العلمية، وبها ترتفع قيمة الاستثمارات في البلاد. وكذلك بعض الدول العربية في الوقت ذاته تسعى إلى تطوير علوم الفضاء، ولا سيما بعد ظهور بعض الانفتاحات في الأنظمة السياسية العربية، ومحاولة دؤوبة لتطوير آليتها التقنية والعلمية، والإمارات تساند وتدعم هذه الجهود، ما أتاح فرصاً لحلفائها من العرب بأن يكونوا على قدر كبير من الاستعداد والتشارك والانسجام في خطوة أولى إلى تطوير منظومة تسمح بنقل المعرفة المرتبطة بعلوم الفضاء إلى دولهم، ثم وضع الخطط الخاصة بتطوير هذا القطاع في تلك الدول. ومهما حمل المرء من علوم ومعارف لا ينفك المستقبل يطلب المزيد، وتتجدد مع سائر نقاط الزمن، وفضلاً عن ذلك تشير وتعلن قدرات الإنسان وآفاقه نحو الاكتمال من حيث ارتباطه مع نزعة التقدم ومنجزات التقنية، وعصراً تاريخياً يحول العلم نفسه إلى مصالح اقتصادية ودور فعال في هذه السيرورة. [email protected]