ذكاء افتراضي

قد تقابل أشخاصاً في الحياة لا يتمتعون بأي مهارات اتصالية أو قدرة على التعامل مع الآخرين أو عندهم حالة انطواء شديدة ويرفضون التعاملات والعلاقات الاجتماعية ولكنك تفاجأ بأنهم شخصيات أخرى تماماً على مواقع التواصل الاجتماعي يتفاعلون مع الجميع ويقدمون أفكاراً ويطرحون آراءً بناءة والأدهى أن لديهم الآلاف من المتابعين والمعجبين. هذا الوضع الغريب يطرح تساؤلات عديدة هل هؤلاء الأشخاص لديهم ما يعرف بالذكاء الافتراضي؟ هل يعوضون غيابهم في الحياة العادية؟ هل يهربون من الواقع؟ هل لديهم شخصيتان واحدة واقعية والأخرى افتراضية؟ هل التواصل الافتراضي هو لغة المستقبل؟ الإجابة ببساطة هي أن مواقع التواصل نجحت في استخراج الطاقات الكامنة لدى هؤلاء وأعطتهم الفرصة بحرية كي ينطلقوا ويعبروا عن أنفسهم بعد أن فشلوا على أرض الواقع وهو ما يفرز واقعاً اتصالياً بعيداً كل البعد عن الاتصال المباشر والحقيقي في الحياة العادية. بعض الأشخاص استطاعوا تسخبر التكنولوجيا لصالحهم وتمكنوا من تكوين ثروات هائلة وشهرة واسعة رغم أنهم لا يمتلكون مهارات حقيقية ولكنهم استطاعوا استغلال وسائل التواصل ومواقعها العديدة بطربقة ذكية وتجارية. أخيراً: الاتصال الافتراضي يحتاج إلى مهارات تكنولوجية محددة لكنه لن يستمر طويلاً لأنه نوع من أنواع الهروب من الواقع وسيزول بمجرد عودة الناس إلى واقعهم الحقيقي مرة أخرى واشتياقهم إلى الاتصال الإنساني بدلاً من الحديث مع آلة جامدة. [email protected]