«مرآة قلم»

في لقاء للفنان مراد مكرم في برنامج معكم منى الشاذلي، تحدث لأول مرة عن شخصية عزيز التي أداها بنجاح وبراعة مذهلة في مسلسل ليالي أوجيني الذي عُرِضَ لأول مرة في شهر رمضان المبارك لهذا العام. لفت نظري أن الإعلامية التي يبدو أنها تعرف مراد مكرم منذ زمن، فوجئت بالتغيير الذي طرأ عليه. علقت أنه اليوم يبدو مليئاً بالمشاعر المتضاربة، والأغرب أنها واضحة فوق السطح. أخبرها مكرم ببساطة: عزيز غيرني. تحدث الفنان مطولًا عن شخصية الرجل الشرقي التي يبدو عزيز عكسها تماماً، فالرجل الشرقي لا يعرف التعبير عن مشاعره، بل لم تتم تربيته للتعامل مع هذه المشاعر وفهمها جيداً. لكن الأهم، الذي رأيته في ذلك الحديث الشيق ولم يقل صراحة، والذي دفعني لكتابة هذه المقالة، هو ما يمثله عزيز نفسه. أن تتمكن شخصية مكتوبة افتراضية بحتة من تغيير إنسان بتلك الصورة وبذلك العمق، فهذا هو الدور الحقيقي للفن والأدب. قد يكون الأمر أكثر وضوحاً وأسهل للرصد في الدراما والسينما من الكتب، لكنه لا يخفي حقيقة أن لا شيء على وجه هذه الأرض قادر على إنقاذنا ـ خصوصاً اليوم ـ أكثر من الأدب والكتب. لا شيء قادر على أنسنة هذا الكوكب المتعطش للإنقاذ، ولا استخراجه من براثن الوحشية البدائية التي يعود إليها غارقاً، سوى شخصيات عميقة أكثر حقيقة من الواقع ذاته، كعزيز. [email protected]