السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سأوحي لكم بمؤتمر للجيوثيرمال

سأكتب اليوم عن أنواع مؤتمرات الطاقة في دولة الإمارات والدول العربية غير تلك الخاصة بالبترول، وسأبتعد عن تلك الخاصة بالطاقة بشكل عام، لأنها واسعة جداً، كما أني سأستثني مؤتمرات الطاقة النظيفة والمتجددة، لأن معظمها يركز على الطاقة الشمسية، فهي نجمة هذه المؤتمرات، وترى شيئاً طفيفاً عن طاقة الرياح، والطاقة الحيوية، علماً بأن الطاقة الشمسية من أغلى أنواع الطاقة المتجددة، وفوق هذا هي تحتاج إلى صيانة مستمرة. اليوم سأوحي لكم بمؤتمر عن «الجيوثيرمال»، فـ «الجيوثيرمال» طاقة جوفية موجودة في كل بقاع الأرض، لكن بعض بقاع الأرض مهتمة بها ومشتغلة فيها، والبعض الآخر لا يعلم عنها شيئاً، ربما لأنها لا تدخل في التجارة الخارجية كما هو حال الطاقات الأحفورية (النفط، الغاز، الفحم)، لكنها مهمة في التجارة الداخلية، فلا أعتقد أن هناك مدينة تقوم بلا طاقة، ولا مصنعاً ولا حتى دكاناً، أي أن مردود الاستثمار فيها ناجع في كل الأحوال. ولا شك في أن تنظيم مؤتمر يدور حول هذا النوع من الطاقة لن يظهرها على السطح فقط، لكن سيفتح الباب للاستثمار فيها، والتجارة في معداتها، وربما يفتح مجالاً لتصنيع لهذه المعدات. هذا النوع من الطاقة قد يكون بتكلفته مثل تكلفة الطاقة الشمسية، لكنه ينتج ميغاواط MW أكثر منها أو من طاقة الرياح، كما أنه لا يحتاج إلى صيانة، ولا يحتاج إلى مناطق أفقية شاسعة لتجميع الطاقة، كما في طاقتي الشمس والرياح. والطاقة الجوفية للأرض «الجيوثيرمال ــ geothermal» تدرج عرضياً، أو ربما قصداً، في مؤتمرات الطاقة المتجددة، لكن ليس بشكل استثنائي على الرغم من أنها طاقة استثنائية، كما لا تقع كثيراً تحت الأضواء الإعلامية، فهي غير معروفة في ثقافة العديد من المجتمعات، بينما جميع أنواع الطاقة الأخرى حاضرة، والأغرب من هذا وذاك أن الطاقة الجوفية من أقدم الطاقات التي استخدمها الإنسان، فلقد استخدمها الإنسان في كل مكان في العالم توجد فيه عيون حارة من أجل الاستحمام أو غسل الملابس، لكن استغلالها في توليد الكهرباء بدأ في عام 1913، أي أنها ليست طاقة حديثة على الإطلاق. وهي أيضاً ليست مبهمة للجميع، لكنها فقط معروفة ضمن مشاريع المدن الجديدة في دول الخليج العربي مثل السعودية والإمارات. [email protected]